============================================================
وإلكه ءابايك اترهه وإشمعيل} مع أنه عم يعقوب ، بل لو لم يجمعوا على ذلك..
وجب تأويله بهذا جمعا بين الأحاديث، وأما من أخذ بظاهره كالبيضاوي وغيره..
فقد تساهل واستروح.
وحديث مسلم: قال رجل: يا رسول الله ؛ أين أبي؟ قال : " في النار" فلما قفا..
دعاه فقال : " إن أبي وأباك في النار"(1). . يتعين تأويله ، وأظهر تأويل له عندي : أنه أراد بأبيه عمه أبا طالب ؛ لما تقرر: أن العرب تسمي العم أبا، وقرينة المجاز فيه الآية الاتية الشاهدة بخلافه (2) على أصح محاملها عند أهل السنة، وأن عمه هو الذي كفله بعد جده عبد المطلب، أو أنه إنما قصد بذلك أن يطيب خاطر ذلك الرجل خشية أن يرتد ؛ لوقوع سمعه أولا أن أباه في النار ، بدليل أنه إنما قال له بعد أن ولى ، أو كان ذلك قبل أن ينزل عليه : وما كتا معذيين حقى نبعت رشولا}، كما وقع له أنه سثل عن أطفال المشركين فقال : 1هم مع آبائهم "(4) ثم سئل عنهم فذكر أنهم في الجنة (4).
وأما قول النووى رحمه الله تعالى في حديث مسلم : (إن من مات في الفترة على ما كانت عليه العرب من عبادة الأوثان.. فهو في النار، وليس في هذا مؤاخذة قبل بلوغ الدعوة؛ فإن هلؤلاء كانت قد بلغتهم دعوة إبراهيم وغيره عليه الصلاة والسلام) ه(5). فبعيد جدا؛ للاتفاق على أن إيراهيم ومن بعده لم يرسلوا للعرب، ورسالة اسماعيل إليهم انتهت بموته؛ إذ لم يعلم لغير نبينا صلى الله عليه وسلم عموم بعثه بعد الموت، وقد يؤول كلامه بحمله على عباد الأوثان الذين ورد فيهم آنهم في النار، وبهذا يرد كلام الفخر الرازي القريب من كلام النووي: ثم رأيت الأبي شارح " مسلم " بالغ في الرد على النووي بأن كلامه متناف ، لحكمه بأنهم أهل فترة وبأن الدعوة بلغتهم ، ومن بلغتهم الدعوة ليسوا أهل فترة؛ لأنهم الأمم (1) مسلم (203): (2) أي : بخلاف حديث : " إن أبي وأباك في النار".
(3) اخرجه أحمد (84/6).
(4) في حديث اخرجه الطبراني في " الكبير" (244/7) عن سمرة بن جندب قال: سألنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أطفال المشركين فقال : "هم خدم أهل الجنة 0 5) شرح صحيح مسلم (79/3)
পৃষ্ঠা ৩৬