============================================================
قبل) أي : في الواقعة السابقة في قوله : (وفاءت...) إلخ، (لكن) لا استغراب في ذلك؛ لأن هذذا اللعين (ما على مثله) في العتو والتهور السالبين لإدراكه والموجبين لهلاكه، وهو أبلغ من : عليه؛ لأنه لحصر إثبات الحكم عليه ببينة، على حد: مثلك لا يبخل (يعد الخطاء)، لأن خطأه لا ينحصر فلا يعد، ومد (الخطاء) لغة شهيرة تبيه : قد يسأل عن الحكمة في كون أبي جهل منع في هاتين الواقعتين من أن ينال رسول الله بمؤذ مطلقا أشد المنع ولم يمنع من القاء سلا الجزور على ظهره صلى الله عليه وسلم وهو يصلي قلت : كان سر ذلك إمهاله حتى تنفذ دعوة رسول الله فيه وفي أمثاله ممن كانوا أشد الناس عليه صلى الله عليه وسلم، فيظهر عزه صلى الله عليه وسلم ونصره عليهم للناس باهلاكهم بدعوته، وإلقائهم في القليب على أخس حالة وأقبحها، ولو منع اللعين من ذلك لم تحصل هذذه الكرامات، فكان تمكينه من ذلك الفعل هو عين إهلاكه واهلاك نظرائه.
ومختصر تلك القصة : أنه صلى الله عليه وسلم - كما في " البخاري " - كان يصلي عند الكعبة وجمع من قريش في مجالسهم، إذ قال قائل منهم : ألا تنظرون إلى هذذا المرائي؟ أيكم يقوم إلى جزور آل فلان، فيعمد إلى دمها وفرثها وسلاها فيجيء به، م يمهله حتى اذا سجد.. وضعه بين كتفيه، فانبعث آشقاهم، فلما سجد.. وضعه بين كتفيه، وثبت صلى الله عليه وسلم ساجدا- أي: لأنه لم يعلم بخصوص ما وضع وإنما لم ينقل أنه أعاد ؛ لاحتمال أنه كان في نافلة ، بل هو الواقع ؛ لأن هلذه الواقعة قبل فرض الخمس، ولم يكن فرض من الصلاة يومئذ إلا ما في (سورة المزمل)، وهو صلاة الليل - فلما رأوا ذلك. ضحكوا حتى مال بعضهم على بعض، فانطلق منطلق إلى فاطمة - وهي جويرية - رضي الله تعالى عنها، فأقبلت تسعى، وثبت النبي صلى الله عليه وسلم ساجدا حتى ألقته عنه، وأقبلت عليهم تسبهم، فلما قضي صلى الله عليه وسلم الصلاة.. قال: " اللهم؛ عليك بقرئش - ثم سمى- اللهم؛ عليك بعمرو بن هشام - وهو آبو جهل، وقدمه؛ لأنه أشقاهم وأشدهم إذاية له صلى الله عليه وسلم - وغتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة ، وآلوليد بن عتبة، وأمية بن
পৃষ্ঠা ১৮৮