============================================================
توافقت قريش على إيقائها على الدوام إلا أن يسلم بنو هاشم وبنو المطلب رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم (إذ) أي: وقت، أو لأجل أن (شدت) أي: صممت (عليه) أي: على ذلك الأمر المبرم ، وهو عدم نقض تلك الصحيفة (من العدا) بيان لقوله: (الأنداء) جمع ناد ، وهو العشيرة ، ومنه : فليدع ناديه وأصله : المكان الذي يجلس فيه للتحدث والسمر، سمي من فيه باسمه؛ آي: نقضوا هذذا الأمر المبرم الذي قواه عشائرهم وصمموا عليه :10 أذكرثنا بأكلها أكل منسا سليمان الأرضة الخزساء (أذكرتنا) بعد نسياننا، جملة استئنافية لبيان أن لأكل الأرضة للصحيفة نظيرا هو أكلها لعصا سليمان (بأكلها) لتلك الصحيفة، والضمير لا الأرضة) الآتية التي هي الفاعل، فهو عائد على متقدم رتبة، وهو سائغ (أكل) مفعول (أذكرتنا) الثاني (منساة) أي: عصا (سليمان) بن داوود عليهما السلام لما مات وهو متكىء عليها، فصار كذلك سنة والجن يعتقدون حياته فيدأبون فيما سخرهم فيه من الأعمال الشاقة، وما علموا موته إلا بأكل الأرضة لمنسأته فخر ساقطأ، وعلموا حينئذ أن لهم سنة مسخرين في العمل، وأنهم كاذبون في ادعائهم علم الغيب، ولذا قال تعالى عز قائلا: فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على موتهه إلا دابة الأرض تأكل منسأته فلما خر نبينت الجحن أن لو كانوا يعلمون الغيب ما ليثوا فى العذاب المهين (الأرضة) - بفتح الراء وقد تسكن كما هنا - وهي : دويبة تأكل حتى الخشب أكلا ذريعا (الخرساء) فيه تعجب من شأنها؛ إذ ليس من شأن الأخرس التذكير، وإثبات الخرس لها مجاز؛ إذ حقيقته : فقد النطق عما من شأنه النطق.
(197) وبها أخبر النبي وكم اخ رج خبء أله الغيوب خباء (وبها) آي: وبأكلها للصحيفة (أخبر النبي) صلى الله عليه وسلم عمه أبا طالب، وهو أخبر قريشأ كما مر مبسوطا (وكم) مرات كثيرة (أخرج) صلى الله عليه
পৃষ্ঠা ১৭৪