وصف لسيرة الهادي عليه السلام
وحدثنا محمد بن سعيد اليرسمي وزير الهادي رحمة الله عليه قال:
ولما نزل الهادي صعدة كان محله في دار الإمارة، فكان يصلي بالناس الصلوات الخمس بالجماعة لا يقطع ذلك ليلا ولا نهارا، ويجلس ما بين الصلاتين، فيعظ الناس ويعلمهم فرائض الدين، وفرائض المورايث، ويتحاكمون إليه، ويبين لهم ما يحتاجون إليه. ثم ينهض فيدور في الأسواق والسكك ونحن معه. فإذا رأى جدارا مائلا أمر أهله بالإصلاح له، أو طريقا وعثا أمر بتنقيته، أو خلفا مظلما أمر أهله أن يضيئوا فيه بالليل للمار والسالك إلى المساجد. وإن رأى امرأة أمرها بالحجاب، فإن كانت من القواعد أمرها بالسترة، وهو أحدث للنساء البراقع باليمن وأمرهن بذلك.
وكان يقف على كل أهل بضاعة فيأمرهم أن لا يغشوا بضائعهم، ويأمرهم بتنقيتها من الغش وتفصيل ما يبيعون، وإيفاء ما يسمون.
فقالوا له أليس التسعير حراما؟
فقال: أوليس الغش حراما، والظلم كذلك؟
قالوا: بلى.
قال: فإنما نهي عن التسعير على أهل التقى، وأهل العفة، فإذا ظهرت الظلامات والنجش في البيوع والنقص وجب على أولياء الله سبحانه أن ينهوا عن الفساد كله، ويردوا الحق في مواضعه، ويزيحوا الباطل عن مكانه ويأخذوا على يد الظالم عن ظلمة.
পৃষ্ঠা ৭৪১