মিন নাকল ইলা ইবদাচ তাদউইন

হাসান হানাফি d. 1443 AH
197

মিন নাকল ইলা ইবদাচ তাদউইন

من النقل إلى الإبداع (المجلد الأول النقل): (١) التدوين: التاريخ – القراءة – الانتحال

জনগুলি

ومن أقوال سقراط يمكن معرفة فلسفته الإلهية الأخلاقية. فمن يريد أن يحيا حياة إلهية يميت نفسه من جميع الأفعال الجسيمة. ومن زهد في الدنيا أحبه أهلها، ومن رغب في الآخرة نال خيرها وحمد عاقبتها . فعل السياسة الإلهية إنما يتم عن طريق قرن الأضداد بعضها ببعض حتى يتم خلاص أحديها من الآخر. فبالله والأطباء يتم خلاص المرض. وتكون الهمة في المحافظة على حق الله تعالى في العبادة والتقوى. والحكمة سلم العلو، وبدونه لا يكون قرب من الله عز وجل. ومن عرف الله حق معرفته وما يرضيه لم يحتج إلى ما يربطه ويردعه عن السيئات. وتظهر نفس الروح في الأقوال المؤلفة، الدعوة إلى الآخرة، الثقة بالله والتوكل عليه، الاستسلام لإرادة الله ولقدرته ورعايته والإقبال على عبادته والحكماء:

لا خوف عليهم ولا هم يحزنون

مثل المؤمنين، وبعبارة قرآنية صريحة. وهناك أقوال تكشف عن صراعه السياسي والديني ضد الملوك. فالملكية عبودية وتبعية تشغل رجال الدين ضد حرية الفكر كمقدمة للحرية السياسية. ولا تعني القراءة إغفال نواة التاريخ وإلا كانت انتحالا. كما لا تعني إسقاط بعض الجوانب التاريخية أنها بلا أساس تاريخي. فمن المعروف أن سقراط كان ضد النساء ممثلا في امرأته. ولا تظهر هذه الواقعة في القراءة. في حين تظهر مقابل سقراط، فارس، تعبيرا عن التقابل بين أنصار حكمة فارس وحكمة يونان. اقتصر على الإلهيات والأخلاقيات. الباري لم يزل هوية فقط. فقد اقتضت الحكمة الإلهية تناهي الصور. أقصى ما يوصف به أنه حي قيوم. فباقي الصفات تندرج تحت الحياة.

25

وأفلاطون الحكيم الإلهي يقول بخلق العالم، ويثبت النبوة، لا فرق بينه وبين الكندي في كتاب التوحيد أو الفلسفة الأولى، لا فرق بين الحكيم اليوناني والحكيم الإسلامي، بين الفلسفة والدين، بين العقل والوحي. وهو شارح أسرار النبوة، معروف بالتوحيد والحكمة. للعالم مبدع أزلي. وليس في العالم رسم ولا طلل ولا مثال إلا الباري تعالى. فلا مثال إلا مثال المثل وهو الله؛ ومن ثم فهو يخالف أرسطو في المعاني العقلية الكلية. الباري لا علة ولا نهاية له، ولا شخص ولا صورة له، منزه عن كل نقص. أنشأ الله الهيولى وتممها بالصورة. والحكمة ليست بالقول بل بالأعمال الصالحة. وليس في عطايا الله خير من الحكمة، والمكافأة بالخير والصفح عن الشر. ويوجه أفلاطون عدة مواعظ بضمير المخاطب الجمع وكأنه نبي يدعو قومه. لقد انقطع أفلاطون للعبادة. اختلف مع سقراط في الصلة بين العقل والتقوى، والنظر والعمل، وفي الصلة بين الأخلاق والشعر. وهي إعادة بناء للفلسفة اليونانية بناء على توجهات الفلسفة الإسلامية. تحدث عن أسرار الحكمة الإلهية، وهو تعبير إسلامي. وأفلاطون مثل الحنفاء كما بدا ذلك في محاورة «طيماوس» بالرغم من أنه يقول في الظاهر بتعدد الآلهة. ويسميها السكينات. تخلى عن التعليم وعكف على عبادة الله. ولما تاجر قومه بالحكمة ابتلاهم الله بالوباء، فخلصهم أفلاطون بالهندسة. تعلم الشعر ثم انتقل إلى الفلسفة بعد مقابلته مع سقراط منتقلا من الأسطورة إلى العقل.

26

وعبر عن الحكمة بالرمز كما فعل فيثاغورس وسقراط لأسباب ثلاثة: كراهة اطلاع من ليس من أهل الحكمة عليها، عناية العاشق لها والصبر عليها، وتشحيذ الطباع كما هو الحال عند الصوفية. واستعمل أسلوب المحاورات وليس الكتب. أقواله معظمها مواعظ أخلاقية أقرب إلى الأخلاق العقلية عند المعتزلة، لذلك يسميه أرسطو الروحاني. الدين للدولة وليس للأخلاق المستقلة بذاتها مدركا الصلة بين الدين والسياسة. كان له 12000 تلميذ؛ أي إنه مدرسة بأكملها.

27

وعند أفلاطون المبادئ ثلاثة: الله «تعالى» الذي خلق العنصر والمادة. اشتغل بالعلوم الإلهية دون الطبيعية والرياضية، وتخلى عن الناس لعبادة ربه «تعالى». وقد أتت إسرائيل طلبا للمساعدة من اليونان زمن الوباء، فأمرها أفلاطون بتضعيف مساحة المذبح، فزاد الوباء، فأوحى الله إلى أفلاطون بأنهم لم يضعفوا المكعب. وكان سبب الوباء نفور بني إسرائيل من الهندسة، فأفلاطون يوحى إليه أفضل مما يوحى لبني إسرائيل.

ومن الأقوال يبدو أفلاطون صوفيا صاحب مقامات وأحوال كذلك مثل الشكر والخوف والمعرفة. فالشكر لله على نعمه على الناس ليل نهار على مساواة الله بين خلقه في مواهب النعم على الناس أجمعين والالتزام بها ضد تخصيصها بشعب معين. والخوف من الله جليس الإنسان. وشرطه ألا يقتني الإنسان شيئا سوى النفس. ومعرفة الله ووصفه من واجبات الإنسان. والحكمة أن يكون الباطن صحيحا خالصا لله عز وجل، وأن يكون الخوف من الله وليس من الإنسان. فرأس الحكمة مخافة الله. والصمت أيضا مقام. فقد جعل الله للإنسان أذنين ولسانا واحدا، من أجل أن يسمع ضعف ما يتكلم. ولا يجب الاستهزاء بالشريعة. والفضيلة الإنسانية التشبه بالملائكة، التشبه بالصورة المحركة بالقوة التي أنشأ فيها الخالق سبحانه دون الهيولى التي أنشأها الله ودعمها بالصورة. وكل صياغات الأقوال تشبه صياغة أدب الكتب المقدسة مثل «الحق أقول لكم.» كما هو الحال في الأناجيل. وكل الأقوال بها روح أفلاطون إن لم تكن صحيحة تاريخيا مما يجعل القراءة قريبة من الانتحال. وتكشف أقوال أفلاطون عن نفس النزعة الصوفية، بداية إسلامية ونهاية إسلامية، مثل طاعة الله سبحانه وتعالى وعدم سوء الظن به مما يدل على سيادة التصوف على الفلسفة في هذه العصور المتأخرة. كما تظهر أقوال على لسان صاحب «الجمهورية» و«النواميس» تتعلق بالسياسة ضد الظلم والغدر وتغير معاني الوفاء والعدل والصدق. كما تبرز علاقة التلميذ أفلاطون بأستاذه أرسطو مثل علاقة المريد بالشيخ عند الصوفية. ويعني أفلاطون بالأول وجود الباري، وهو الذي نظم الإسقاطات، الأشياء كلها متفقة فيما بينها لأنها من الله تعالى.

অজানা পৃষ্ঠা