নকল থেকে সৃষ্টিশীলতায়
من النقل إلى الإبداع (المجلد الأول النقل): (٣) الشرح: التفسير – التلخيص – الجوامع
জনগুলি
152 (ج) النفس والعناية
والنفس على صلة بالله كما هو معروف في نظرية الاتصال. يراها أفلاطون وقد حدثت عن الآلهة الثواني. ويرى أرسطو أنها حدثت عن الشمس والفلك المائل؛ لذلك يشبه أرسطو قواها بأنها القوى الصناعية. ويقول إنها إلهية ما دامت فيها القوة على إعطاء الحياة مثل العقل لأنها متجهة نحو غاية. وارتباط الله بالنفس هو بداية الإشراق وفي نفس الوقت بداية الإنشاء والتشخيص الإنساني سواء في الصفات، العلم والقدرة والحياة، أو في الأفعال مثل العناية. ويكثر ظهور أفلاطون في العلم الإلهي. كما يبدو في العلم الإلهي التصور الشعري للطبيعة خاصة العلوية، الشمس والأفلاك. لذلك كان دين الصابئة حلقة اتصال بين دين الطبيعة ودين الوحي أقرب إلى إبراهيم. وهم من أهل الكتب. وربما كان السؤال عن الأهلة وتحويلها إلى منافع ومواقيت للناس والحج تصحيح لعبادتها.
153
وأشرف المطالب في الله أن يعلم ماذا يعقل ويتشوق إليه كل إنسان بالطبع. عرفه الكلدانيون وسموه الرأي الأبوي أو رأي الآباء. ولكن ماذا يعقل الله؟ إنه أشرف الموجودات أي في غاية الفضيلة والشرف والكمال، كرمه من فضله مثل عقل العقلاء واستفادتهم الفضيلة بفعل العقل. العقل الإلهي في غاية الفضيلة والتمام. ومن يعقل غيره يتغير، وكل ما يتغير يتغير إلى ما هو أشر، وهذا مستحيل على الله. التغير حركة من القوة إلى الفعل. وكل حركة عن محرك؛ ومن ثم يكون الله منفعلا ومحركا عن غيره، وهذا مستحيل. إن المبدأ الذي في غاية الكرم والفضيلة يستمد كرمه بفعله مثل منزلة العقل من العقلاء أي أنهم يستفيدون الفضيلة بفعل العقل. فإن كان الإله يعقل الأشياء الخسيسة فيكون كرمه وفضله بفعل الأشياء الخسيسة، ويكون فعله من أخس الأفعال وهو مستحيل.
154
وهكذا يحدث التشكل الكاذب. يتم استبدال الله في الموروث بالإله في الوافد. ثم يتحول إلى إشراقيات في النفس. يكشف العلم الإلهي عن عالم القيم، الأشرف في مقابل الأخس، والغنى في مقابل الفقر، والجمال في مقابل القبح، والثابت في مقابل المتحول. وانعكس ذلك كله في الثقافة والمجتمع، وغلبت عليه قيم الأخس والفقر والقبح.
ويظهر مفهوم العناية من الموروث ليصبح الوعاء التصوري لكل مفاهيم الوافد عن حركة الكواكب والعشق والمحرك الذي لا يتحرك. فهناك عناية الله بجميع الموجودات بمعنى حفظها بالنوع إن لم يكن حفظها بالعدد شخصا شخصا إلا بمعنى دخول الشخص تحت النوع. أما الشخص المفرد الذي له عناية خاصة دون غيره فإنه تصور معارض لعموم الجود الإلهي العام والشامل لكل الأشخاص. وهنا يجمع ابن رشد بين قانون العناية عن طريق بقاء النوع للحفاظ على عقلانية الوافد ومفهوم العناية المنزه عن الأغراض والميل نحو الأشخاص من التعالي في الموروث. ويضع ابن رشد العناية في إطارها التاريخي في جدل الأفكار بين إثبات العناية لكل شخص ولكل فرد ولكل موجود؛ لذلك غاب الشر وعم العدل، فأحدث رد فعل عنادي بإنكار العناية أصلا نظرا لوجود الشر في العالم. ثم يتوسط ابن رشد برأي ثالث جدلي وهو إثبات العناية للنوع وليس للشخص وأن ما يحدث في العالم من شر من ضرورة الهيولى لا من قبل تقصير الفاعل حتى لقد أخطأ البعض في تصور وجود إلهين، إله للخير عندما تحضر العناية وإله للشر عندما تغيب، لا فرق في ذلك بين أرسطو وابن رشد. فابن رشد يقرأ أرسطو، وفي هذه القراءة يتوحد الوافد والموروث. وقد يقصد ابن رشد العناية عند الأشاعرة للأشخاص ثم إنكار العناية عند الطبائعيين ثم عموم العدل وشموله عند المعتزلة في شمول الاستحقاق. ثم ينقل الموضوع كله من علم الكلام إلى الفلسفة مطورا الثقافة الدينية إلى ثقافة فلسفية خالصة، ثم يركب الوافد على الموروث. وقد يعاب عليها إرجاع الشر إلى طبيعة المادة وليس إلى حرية الاختيار. فالمادة ليست شرا لأن الطبيعة لا تفعل شرا، ولا تخلق باطلا
ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك .
155
هذا هو كشف التشكل الكاذب وإعادة التعبير عن مصطلحات ما بعد الطبيعة؛ السبب الأول، العلة الأولى، المحرك الأول، الجوهر الأول بمصطلحاتها الإسلامية؛ الواحد، الوحدانية، الخالق، الله سبحانه وتعالى، والشريعة التي بها تتم عبادة الخالق. وللحكماء شريعتهم الخاصة وهو الفحص عن جميع الموجودات لأن الخالق لا يعبد إلا بمعرفة مخلوقاته التي تؤدي إلى معرفة ذاته، وتلك أسمى الطاعات. ويدعو ابن رشد الله ويبتهل إليه أن يجعله وإيانا ممن شرفهم الله بهذه الطاعة طبقا لشريعة الحكماء. الحادث طريقة لمعرفة القديم، والممكن للواجب في علم أصول الدين، والطبيعيات مقدمة للإلهيات في علوم الحكمة، والحكمة في مخلوقات الله عز وجل في التصوف، وأولوية الواقع على الفكر في أسباب النزول. فالمفكر والقارئ مثل المشروح والشارح مشروع فكري واحد. ويرفض ابن رشد التشبيه في العلم الإلهي، ومن يشبه الله في صورة بشرية أو يتصوره بشرا. فالدين سر كالله مثل عديد من الشرائع زمان ابن رشد. ربما يقصد النصارى في تخليد المسيح، والشرائع هي الديانات ولكن ابن رشد يستعمل لفظ الفقهاء. فالدين شريعة، وكما عبر عن ذلك في «فصل المقال». والعقل التوحيدي الجديد أساس الفهم والشرح والتعبير عن الآخر في الذات. هذه هي خلاصة الحكمة النقلية، وهو الحوار بين الحضارات وليس تدمير ثقافة الآخر للأنا أو طرد ثقافة الأنا للآخر.
অজানা পৃষ্ঠা