নকল থেকে সৃজনশীলতায়
من النقل إلى الإبداع (المجلد الأول النقل): (٢) النص: الترجمة – المصطلح – التعليق
জনগুলি
بل إن العنوان نفسه لا يترجم ترجمة حرفية، بل يتم اختصارها أو إطالتها توضيحا للمعنى؛ فالترجمة الحرفية لنص أرسطو في «السفسطة» هو «التبكيتات السوفسطائية»، ثم اختصارها إلى «سوفسطيقا» أو كتاب «السفسطة»، وكذلك ترجمة السماع الطبيعي أو «سمع الكيان» ترجمة حرفية؛ لأن «سمع» تعني محاضرة و«الكيان» تعني الكون أو الطبيعي، والترجمة الأفضل: محاضرات في العلم الطبيعي. (2) جدل اللفظ والمعنى
وكان المترجم على وعي بجدل اللفظ بين اللغتين المنقول منها والمنقول إليها؛ وبالتالي يكون أمام المترجم أربعة عناصر: اللفظ المنقول منه ومعناه، واللفظ المنقول إليه ومعناه. تكون الترجمة حرفية إذا ما تم الانتقال من اللفظ الأول إلى اللفظ الثاني، دون الأخذ في الاعتبار معنى اللفظ الأول ولا معنى اللفظ الثاني. وتكون ترجمة خاطئة إذا نقل اللفظ الأول إلى اللفظ الثاني مع اختلاف معنى اللفظين. وتكون صحيحة ولكن ركيكة إذ ما تم نقل اللفظ الأول إلى اللفظ الثاني، حتى ولو كان المعنيان متطابقين. وتكون الترجمة صحيحة ولكن سلسة بليغة، إذا ما تم نقل معنى اللفظ الأول دون اللفظ، وعبر عنه بلفظ من اللغة الثانية، دون أن يكون بالضرورة هو اللفظ المقابل للفظ الأول. وهذا يتطلب معرفة الناقل الجيدة باللغتين معا، المنقول منها والمنقول إليها. كما يتطلب ثانيا فهم قصد المؤلف الأول، وربما أكثر فهما من فهمه هو نفسه لنصه. ويتطلب ثالثا القدرة على التعبير عن قصد النص الأول بلفظ تلقائي من اللغة الثانية، حتى ولو لم يكن مطابقا حرفيا للفظ الأول.
3
ولا يتم النقل فقط لفظا بلفظ بصرف النظر عن المعنى في حالة الترجمة الحرفية، أو معنى بمعنى بصرف النظر عن اللفظ في حالة الترجمة المعنوية، ولكن يتم أيضا نقل النص كله من بيئة ثقافية وافدة إلى بيئة ثقافية موروثة، فيحاط النص بمقدمات وتعليقات ومؤخرات، تجعله أقرب إلى عادات النصوص الموروثة، فيضاف إلى المترجم «رضي الله عنه»، «رحمه الله»، «أعلى الله منزلته»، وهي تعبيرات إسلامية تطلق على الناقل النصراني رضى الله ورحمته وتدعو بعلو المنزلة.
4
وتتفاوت الترجمات فيما بينها وضوحا وغموضا. كلما كان الانتقال من المعنى في النص المترجم إلى اللفظ في النص المترجم إليه ازداد الوضوح (أنالوطيقا الثانية). وكلما كان الانتقال من اللفظ في النص المترجم منه إلى المعنى في النص المترجم إليه ازداد الغموض (الخطابة). الخلاف بين الترجمات إذن يرجع إلى طريقة الترجمة من اللفظ إلى المعنى (الترجمة الحرفية)، أم من المعنى إلى اللفظ (الترجمة المعنوية). وقد تكون ترجمة النص بعبارة أخرى مشابهة أكثر سلاسة من الأولى، وليس فقط استبدالا للفظ مكان لفظ.
5
وتكون الترجمة أحيانا حسب المدلول العام للعبارة وليست حرفية. هنا التعليق داخل في الترجمة منذ البداية وليس منفصلا عنها، ولا يدل على أي خروج عن دقة الترجمة بل عن تجاوز اللفظ.
6 (3) الترجمة والاغتراب الثقافي
وهناك نصوص بطبيعتها أقرب إلى الترجمة منها إلى التعليق، مثل نص الخطابة؛ فالخطابة مجرد ترجمة عكس كتب المنطق الأربعة الأولى، المقولات والعبارة والتحليلات الأولى والتحليلات الثانية، بل إن الكلمة ذاتها «فنراطيطقي» لا تقرأ عربيا، ولا تستعمل في عبارة عربية، مع أنه اصطلاحا يفيد الجمع بين الجلد والثبات. ولا يهمنا الترجمة البعيدة أو القريبة من النص اليوناني؛ فليس هناك مقياس أو ميزان لقياس مدى البعد أو القرب. ما يهمنا هو دلالة البعد والقرب بالنسبة للنص الحضاري كموقف جديد. ليس المقياس هو إذا اقتربت الترجمة من الأصل أصابت، وإذا ابتعدت أخطأت، بل ربما العكس، إذا اقتربت أخطأت (غياب الدلالة)، وإذا ابتعد أصاب (حضور الدلالة). ومع ذلك إذا ما أخذ المترجم المعنى الحرفي للفظ، فإنه ليس خطأ بل حرصا على اللفظ اليوناني. أما المعنى فمهمة الشارح والملخص.
অজানা পৃষ্ঠা