নকল থেকে সৃজনশীলতায়

হাসান হানাফি d. 1443 AH
155

নকল থেকে সৃজনশীলতায়

من النقل إلى الإبداع (المجلد الأول النقل): (٢) النص: الترجمة – المصطلح – التعليق

জনগুলি

إن أهم ما يميز مرحلة الترجمة قبل التأليف، هو نشأة المصطلحات الفلسفية. والفلسفة في النهاية هي مجموعة من المصطلحات تستخدم في التعبير عن بعض المواقف الإنسانية، التي تعبر عنها أيضا في الأدب والفن بل في السلوك والممارسات العملية. وما يجعل الفلسفة متميزة عن الفن هو المصطلحات الفلسفية، التي ما زلنا نعيش عليها حتى الآن دون شكاية من صعوبة المصطلحات الأجنبية وفقر اللغة العربية.

2

إن الشبهة التي تقال عن قصور اللغة العربية من حيث المصطلحات، إنما هو في الحقيقة تنطع ورعونة وكأن المفكر أصبح غربيا صرفا قادرا على التعبير عن المعاني باللغات الأجنبية وحدها دون اللغات الوطنية، ودعاية للنفس في مجتمع متغرب؛ فاللغة العربية، بدليل نشأة المصطلح الفلسفي عند القدماء، ليست قاصرة عن إيجاد المصطلحات العلمية. إنما هو عالم اللغة المجتث الجذور، والذي يشعر بعقدة النقص أمام الآخر هو الذي يدعي ذلك. وهو ضحية أسطورة اللغة العالمية والثقافة العالمية والعلم الواحد. إنما الصعوبة تنشأ قبل اللغة في الإبداع الفلسفي ذاته، لو كان الإبداع ذاتيا من الداخل وليس منقولا من الخارج، من اختراع الآخرين واكتشافهم، لأصبحت اللغة طيعة كأداة للتعبير؛ فالإبداع الذاتي يعبر عن نفسه بلغة ذاتية. أما الاكتشاف الخارجي المنقول فإنه يواجه مثل هذه الصعوبة في إيجاد اللغة الطيعة كأداة للتعبير؛ لأن النقل في المضمون والشكل؛ أي في الفكر واللغة، في المعنى واللفظ؛ لذلك نشأ السؤال: بأية لغة نفكر؟ وكأن اللغة مضمون الفكر وليست مجرد أداة من أدوات التعبير. ومن يفكر بلغة أجنبية يصعب عليه إيجاد إبداع المصطلح الفلسفي، ويكتفي بالتعريب؛ أي النقل الصوتي للمصطلح الأجنبي. ومن يفكر باللغة الوطنية يسهل عليه إيجاد المصطلح الوطني، وبالتالي تنشأ المصطلحات الفلسفية مواكبة لنشأة الفكر؛ فالإبداع الذاتي في الفكر واللغة، في المعنى واللفظ، في الشكل والمضمون.

وينشأ المصطلح عند الكندي داخليا من تحويل أدوات الاستفهام إلى مصطلحات مثل تحويل هل، ما، أي، لم، كي تصبح العلل الأربعة معظم المصطلحات في رسالة الهلية، المائية، الأيية، اللمية قبل أن تصبح المادية والصورية والفاعلة والغائية. وعند جابر تتحول أدوات الاستفهام إلى مصطلحات، الهلية من هل، والمائية من ما، والكيفية من كيف، واللمية من لم؛ فالمنطق لغة قبل أن يكون تصورات وأحكاما.

3

وهذا الذي جعل أسلوب الكندي ضعيفا ودون المستوى الأدبي، مستعملا ألفاظا غير مألوفة، تتداخل مصطلحات المنطق والطبيعيات والإلهيات. كانت المصطلحات من اللغة العادية اجتهادا؛ فابن المقفع يسمي الجوهر عينا؛

4

لذلك يستطلع الآمدي رأي الجمهور؛ أي غالبية العلماء والفقهاء، في وضعهم للمصطلحات وشرحها.

5

ويتضح تطور الأسلوب من «أن يكون الشيء علة كون ذاته» إلى «أن تكون ذاته مهوية» إلى «الموجود بذاته». كما تتطور المصطلحات من طينة إلى عنصر إلى هيولى عودا إلى التعريب. وينشأ المصطلح من أجل تحويل الثقافة الواحدة إلى ثقافة موروثة عن طريق اللغة، إما بالتعريب والترجمة أو باستلام اللغة القديمة، وتحويلها من لغة عادية إلى لغة اصطلاحية، أو تحويل بعض العلوم الموروثة المنقولة أو العقلية النقلية إلى مصطلحات فلسفية خالصة، وتكشف نشأة المصطلح على التفاعل الحضاري على مستوى اللغة. وواضح الانتقال من مفاهيم العلوم النقلية إلى المفاهيم الفلسفية، مثل الانتقال من القول المرسل، وهو مصطلح علم الحديث، إلى القول المطلق.

অজানা পৃষ্ঠা