নকল থেকে সৃজনশীলতায়

হাসান হানাফি d. 1443 AH
137

নকল থেকে সৃজনশীলতায়

من النقل إلى الإبداع (المجلد الأول النقل): (٢) النص: الترجمة – المصطلح – التعليق

জনগুলি

لا توجد إذن أخطاء في الترجمة بل فقط الخلاف بين الترجمة الحرفية والترجمة المعنوية، بين ترجمات متعددة لإصلاح الترجمات الأولى. الترجمة خارج منطق الصواب والخطأ. الترجمة ليست مطابقة لفظ بلفظ؛ فكل لفظ في لغته له مدلوله الخاصة ، ويثير في ذهن المترجم غير ما يثيره في ذهن مترجم آخر؛ لذلك استحالت ترجمة القرآن. لم يخطئ المترجم العربي إذن في ترجمة

Mythos

الأسمار والأشعار، كما أن ترجمة الطرغوديا والقوموذيا بالمديح والهجاء حسن تصرف، وليس خطأ فاحشا كانت له آثار وبيلة. ليس المقصود أنهما يعنيان نفس المعنيين عند العرب، ولكن النقل الحضاري بالرغم من اختلاف المعنى أفضل تعريب الفارابي وابن سينا؛ إذ يؤدي ذلك إلى إدخال ألفاظ أعجمية على اللغة. كما يكشف عن العجز في النقل الحضاري، ويخلق بؤرا ثقافية منعزلة تحدث انشقاقا في الثقافة بين وافد وموروث. لم يخلط أحد بين المحاكاة الأرسطية والتمثيل والتشبيه عند العرب فالمعنى الكلي واحد، وهذا هو النقل الحضاري. الفروق الدقيقة ترجمة أوروبية حديثة حرفية وضعية قاموسية، وليست نقلا حضاريا.

4

إن سؤال هل أخطأ المترجم سؤال خاطئ؛ لأنه يقوم على نظرية المطابقة في حين أن الترجمة نقل حضاري تعبر عن قصدين حضاريين مختلفين ومستويين ثقافيين مختلفين، ولغتين مختلفتين في البنية والتركيب. لم يخطئ المترجم الذي ربط بين جملة وجملة؛ لأنه يربط بين الجمل من أجل إيصال المعنى.

5

ليست وظيفة المترجم النقل الحرفي، بل إعادة بناء العبارة حتى يستقيم المعنى؛ فاللفظ وسيلة والمعنى غاية، فإذا كان النص اليوناني يشير إلى ما يقوله أوميروس في بيان خيرية أخيل، وسقط الاسم وتحول إلى اسم آخر أجاثون ثم سقط، فإن الأسماء لا تهم بل المعنى وهو الخيرية. ليس المترجم العربي متقدما لامتحان في الترجمة، أو لجائزة أو حريصا على النص الأجنبي لخدمته أو مؤرخا، بل هو مفسر وشارح وملخص وقارئ ابتداء. ولم يخطئ المترجم العربي في نقل الجزء الأخير من النص اليوناني وربطه مع النص التالي؛ لأن المقصود بيان اتصال المعنى وليس العبارات المنفصلة، إيجاد المعنى الكلي بعد المعاني الجزئية، وإيصال الرسالة واضحة ومفهومة إلى القارئ؛ فالترجمة وسيلة وليست غاية، هدف وليست مجرد إبراء ذمة، رسالة وليست حرفة.

وقد يخالف المترجم العربي ما يقوله أرسطو في تقطيع الحروف، حتى ولو اتفق ذلك مع القاموس الحديث؛ فعلم الأصوات العربي هو أساس تحديد المقاطع اليونانية؛ لذلك كثرت الإشارة إلى لغة اليونانيين.

6

وقد يعترض المترجم على أرسطو؛ فأرسطو بالرغم من أنه إلهي إلا أنه ليس إلها، فإذا قال أرسطو إن الأسلوب الصحيح، يصبح جزلا بعيدا عن السخف، إذا استخدم الشاعر تعبيرات غير مألوفة، وهو يرنو إلى الألفاظ الغريبة والاستعارات وما أشبه، وإن بالغ في ذلك أصبح كلامه كالألغاز أو شبه لغة البرابرة، فليس في ذلك خروج عليه؛ فالمترجم ليس ناقلا القذة بالقذة، بل هو محاور للنص، مؤول له، معيد إنتاجه بما يتفق مع ذوق الشعر العربي عند المترجم والمترجم إليه.

অজানা পৃষ্ঠা