ومن مسائل محمد بن عبيد الله (1)
[موالاة الظالمين ومداراتهم]
قال محمد بن عبيدالله(1) رحمه الله: سألت الهادي إلى الحق صلوات الله عليه عن موالاة الظالمين. فقال: لا تجوز موالاة الظالمين لأحد من المؤمنين، وموالاتهم فهي: مودتهم ومحبتهم؛ لأن الله سبحانه يقول: {لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله}[المجادلة: 22]. فحرم الله تعالى موالاتهم ومحبتهم، ولم يطلق للمؤمنين الإنطواء على شيء من إضمار المودة لهم. وفي ذلك مايقول الله عز وجل: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم اولياء تلقون إليهم بالمودة..} الآية[الممتحنة: 1]. فمن انطوى وأضمر محبة ظالم فقد خرج من دين الله، وليس من المؤمنين بالله، ولا تجتمع معرفة الله ومحبته وموالاته مع مودة أعداء الله ومحبتهم؛ لأن الله عدو للظالمين، والظالمون أعداء لرب العالمين، ولن يجتمع ضدان معا في قلب مسلم.
فأما المداراة للظالمين باللسان، والهبة والعطية، ورفع المجلس، والإقبال بالوجه عليهم؛ فلا بأس بذلك؛ لأن الله قد فعل في أمرهم وهم أعداؤه ما فعل؛ من جعله لهم جزءا في الصدقات؛ يتألفهم به على الحق، ويكسر به بعض بلائهم وظلمهم عن الإسلام، وذلك قوله عز وجل: {إنما الصدقات للفقراء والمساكين} الآية [التوبة: 60] فجعل للمؤلفة جزءا، وهم أعداء الله وأعداء الإسلام؛ يكسر حدهم عن المؤمنين، ويصليهم به نار جهنم وبئس المصير، ويجعله عليهم وبالا في الآخرة ولهم عذاب أليم.
পৃষ্ঠা ৭৮৬