فركوات سيادته الاثنتا عشرة كانت مصفوفة فوق الموقد بالترتيب كما كنا نصطف يوم كنا تلاميذ، ولكنها ما مشت قط لاستقبال ضيف، ولم تر في حياتها وجه البن الأسود، لا سود الله لكم وجها، أما تلك الطناجر فقد كانت أسوأ حالا من قدر الرقاشي التي قال فيها النواسي:
تشكو إلى قدر جارات إذا التقيا
اليوم لي سنة ما مسني بلل
أما المكتبة - وهي برمتها طليانية - فظلت طول حياتها تدير قفاها للناس، ولم ير لكتبها أحد وجها، لأن صاحبها يجهل ذلك اللسان ...
ولماذا نبعد أفلا يزال عند الموارنة وغيرهم أساقفة يسامون على أبرشيات أمحت من الوجود؟!
فعلى هذا النسق يعينون اليوم في بعض الوزارات أشخاصا يسمونهم مستشارين، فيأكلون «الجراية» ولا يجرون مع الغاية، فيصح فيهم المثل المقول في العهد العثماني: معلوف موقوف مثل خيل الدولة.
كانت النصيحة بجمل، وصارت اليوم تعطى «بلاش»، فما حاجتنا إلى الطبيب ونحن أناس لا نأكل حتى نجوع وإذا أكلنا لا نشبع؟!
15 / 9 / 52
عيبه في حواشيه
تعود أهل هذا البلد أن يشحذوا حقهم شحاذة، فمتى ولي واحد خطة من خطط الحكم، تضرب عليه عنكبوت الوسائط بنسجها، وتكثر السماسرة حوله، فكل من له دعوى عنده يسألك هذا السؤال: على يد من ينام؟ ومن يخص؟ منو مفتاحو؟
অজানা পৃষ্ঠা