لا يا سليمان، يا مكلم الحيوان، وقاهر المردة والجان. لقد فاتني يا سيدي ضحك كثير في حداثتي لأني كنت مضيعا ذاتي، وما اهتديت إليها إلا منذ أعوام، ومنكم أرجو يا أصحابي أن تسمحوا لي بالمناضلة ضاحكا. إن الضحك من المتكبرين المتجبرين كماء يصب في قدر تفور، فلا تحاولوا فثء غليها بالجد والترصن.
وقبل وبعد فما أظن أنكم قادرون على ما أقدر، كما أنني غير قادر على ما تقدرون، ولهذا أجيبكم: لكم طريقكم ولي طريقي.
وقال الحكيم أيضا: العين لا تشبع من النظر، والأذن لا تمتلئ من السمع، وإني أزيد عليه: والقلب قابل دائما للطمع. رأيت الناس لا يذكرون بالخير إلا من مضى وراح، يقولون: إن فاتك عام استبشر بغيره، أما عملا فهم لا يترحمون إلا على الماضي ...
إني لراض من الحياة أن تتهدد، فهي كريمة خيرة وإن توالت علي نكباتها وصواعقها، يكفيني منها أنها وهبتني روحا تضحك من ذاتها إذا لم تجد من تضحك منه وله وعليه ... إنها لنعمة عظيمة أن تضحك في المناحة، وتهزأ وأنت سائر في المواكب ... فكلتاهما مهزلتان فيهما العبر ... لا دواء أدوأ لهذه «النكبات» من أن تدوسها كما داس ديوجانوس كبرياء أرسطو.
أما كان ساكن البرميل فيلسوفا كساكن قصر الإسكندر! فاسمحوا لي أن أكون ديوجينيا، وكونوا أنتم أرسطاطاليين، وإذا لم نلتق الآن على صعيد واحد فسوف تجمعنا الأيام في دور آخر ...
دور يمضي، ودور يجيء، والأرض قائمة إلى الأبد. هكذا يقول سليمان، لكم طريقكم ولي طريقي، وكل الطرق تؤدي إلى الطاحون ...
10 / 1 / 52
أوتوماتيك
كيف نوجه بعثة إلى السويد لتتعلم الأوتوماتيك؟ والأوتوماتيك عندنا في كل مكان! أليست أكثر الأمور عندنا تسير أوتوماتيكيا؟
قالوا لي في حزيران الماضي: في آخر تموز تتصل بالعالم تليفونيا، فشكرت وخرجت.
অজানা পৃষ্ঠা