وكانت الرحلة الثانية إلى المدينة والعودة، وكان الاستقبال والاستعلام عن الأخبار كالسابق فقال الأب حنا لأخواته بالرب: الخبر الماضي غلط، أما الصحيح فهو أن كل راهبة بوزها كبير تحل من النذر وتتزوج، فانفتحت أشداقهن كمغارة نهر الكلب، وصحن جميعا: صحيح يا بونا حناه.
تلك حالة أصحابنا الطامعين بالزواج من الدولة فهم يغلقون أفواههم ويفتحونها على مصراعيها كما توحي إليهم شياطينهم ... ولكنهم سيبقون في الدير؛ لأنه ليس من يطلب أيديهم.
فما أكثر المدعوين وأقل المنتخبين! وكم يؤدي حب الرئاسة إلى التنكر للكياسة ...
2 / 9 / 51
أدواء بلا دواء
في كل يوم نسمع نشيش مقلي الوزارة، فلا تسخن الكراسي حتى يحلم بها آخرون، ويحاولوا أن يزحزحوا الجالسين عليها، سواء أحسنوا أم أساءوا، فكأنما الوزارة في لبنان أشبه بلعبة: وسع وسع.
ولماذا لا يحلم كل واحد بالوزارة عندنا ما دامت النيابة آلة الدست.
حكي أن أحد كتاب ديوان المأمون قد جود خطه ونمق إنشاءه، ثم عرض الرسالة على الخليفة ليوقعها، فأعجبته صيغتها وصياغتها، فقال له: إنك تطمع بوزارة ... أما عندنا فما أكثر الذين يطمعون بها دون تجويد خط وتنميق إنشاء ...
أما الميزانية فحبل يمسك النواب بطرفيه، وكل فريق يشد صوب صدره، والنائب البطل، من أية جبهة كان - وكل الجبهات في هذا سواء - هو من يغنم الحصة الكبيرة، ويرضي بها من انتخبوه.
عندنا طريق، تخلع على زوارنا البرانس البيضاء، بلا ثمن، فلو كنت نائبا لما زفتها فقط بل كنت أخذت ثمن تيني وعنبي وثماري أضعاف ما هو، ولكني لست بنائب، ولهذا يصح بي قول الشاعر مع بعض تحريف:
অজানা পৃষ্ঠা