মিন হাই ইলা মাইত: ইলা আখি
من حي إلى ميت: إلى أخي
জনগুলি
وفضلا عن ذلك يخيل إلي أن الأنواع الحية لم تظهر دفعة واحدة على الأرض، بل تدريجيا؛ لأنه يستحيل على الخلايا بأن تصنع الحشرة البسيطة وذوات الثدي في آن واحد.
إن الإنسان الذي يعد من أكمل مركبات الخلايا، ومن أفضل الأنواع الحية، يدلنا في تاريخه وتطورات حياته على أنه لم ينتقل دفعة واحدة من سكنى الكهوف والمغاور إلى مناطحات السحاب والقصور الشاهقة الحديثة، بل جاهد طيلة آلاف من السنين، حتى وصل إلى ما وصل إليه من العلم والفن والهندسة.
لقد أخذ يتدرج في صناعة البناء، كما في غيرها من الصناعات والمعارف تدرجا بطيئا، ولم يصل إلى أبنيته الحديثة إلا بعد أن جاهد خلال قرون عديدة، واختبر من نماذج البيوت أنواعا لا تحصى، وأشكالا لا تعد.
وبما أنه مفطور منذ وجوده على الجهاد في تحسين حياته، فهو لا ينفك، ساعيا في طلب الأحسن، وسيتقدم - ولا شك - مع الزمن تقدما مطردا في علومه وصناعاته وسائر فنونه.
هكذا أعتقد أن الخلايا لم تحدث في بدء اتحادها إلا بعض الأنواع الصغيرة المركبة من خليتين أو أكثر قليلا؛ فنجم من هذا الاتحاد المصغر وجود بعض النبات، ثم الهوام والحشرات على اختلاف أنواعها، ثم زاد مع الزمن اتحاد الخلايا، فوجدت الأسماك والحيوانات الزاحفة وغيرها.
ثم جاهدت خلال أجيال في تحسين أنواعها، فأحدثت - بعد عناء جزيل ودهر طويل لا يعلم مقداره غير الله - ذوات الثدي ثم الإنسان.
وبما أن الخلايا مفطورة منذ الوجود على حب الأحسن، فهي لم تزل تجاهد في تحسين أنواعها، وستجاهد إلى النهاية.
لهذا السبب يلوح لي أن الأجناس الحية الحالية لا تدوم أبد الدهر على شكلها، بل بعضها ينقرض كما انقرضت الزحافات الكبرى، والبعض الأخر يتحول من شكل إلى شكل، كما أنه من الممكن - لا، بل من الأمر الراهن - أن تحدث الخلايا في المستقبل من أنواع الأحياء أجناسا جديدة لا عهد لنا بها؛ لأنها دائما تفتش في جهادها وطرق تجمعها على اختلاق جديد، كما يفتش الإنسان في جهاده المتواصل على خلق صناعة جديدة، واختراع جديد.
وما الإنسان في هيكله سوى وليد الخلية وصنيعها، كما أن الخلية - بحد ذاتها - تمثل لنا وحدة الحياة، ومظهرها الأول في الوجود.
فإذا كان الغصن هو فرع من الشجرة، والشجرة هي فرع من الغاب، والغاب هي قطعة من الأرض، والأرض هي جزء من الكون، والكون هو من الله، أفلا يكون أصل الغصن والشجرة والغاب والأرض والكون واحدا فقط!
অজানা পৃষ্ঠা