আকিদা থেকে বিপ্লবে (৪): নবুয়ত – পুনরুত্থান
من العقيدة إلى الثورة (٤): النبوة – المعاد
জনগুলি
24
ويتداخل قانون الموازنة مع قانون العوض في العقاب؛ فالتكفير عوض عن العقاب، والإحباط عوض عن الثواب.
25
وللإحباط والتكفير عدة موازين طبقا للكم والكيف؛ إذ لا يمكن إحباط الطاعات كلها بمعصية واحدة، ولا يمكن التكفير عن المعاصي كلها بطاعة واحدة. هناك مقاييس عدة للموازنة طبقا للعدد؛ أي الكم المنفصل، وطبقا للمقدار؛ أي الكم المتصل، وطبقا للشدة والتوتر والعمق؛ أي الكيف، وربما أيضا طبقا للجهة؛ أي الضرر والنفع المادي والمعنوي، وطبقا للإضافة؛ أي مقدار الضرر والنفع بالنسبة للفرد والجماعة.
26
وتدخل التوبة والشفاعة كعنصرين في الموازنة؛ فالتوبة من الكبائر تغفر كل السيئات مهما بلغت، ويكون صاحبها من أهل الجنة، فالكبير يجبر الصغير. وإذا لم تتم التوبة من الكبائر فالموازنة، ومن رجحت حسناته على سيئاته وكبائره فإنها تسقط، وهو من أهل الجنة لا يدخل النار؛ وإن استوت حسناته على كبائره وسيئاته فهؤلاء أهل الأعراف، وقفة أمام النار ولا يدخلونها ثم يدخلون الجنة؛ ومن رجحت كبائره وسيئاته حسناته فهم مجازون بقدر ما رجح لهم من الذنوب من لفحة واحدة إلى خمسين ألف سنة في النار، ثم يخرجون إلى الجنة بالشفاعة للرسول وبرحمة الله! وكلهم يجازون بالجنة بما فضل لهم من الحسنات، ومن لم يفضل له حسنة من أهل الأعراف فدونهم، وكل من خرج من النار بالشفاعة وبرحمة الله فهو سواء في الجنة مما رجحت له حسنة فصاعدا. فالشفاعة هنا بعد الاستحقاق وليس قبله، وتغليب للخير على الشر، وللعفو على العقاب، وللرحمة على العدل.
27
ولا يعني القول بالإحباط أنه لو جمع المكلف بين الطاعات والمعاصي أن يكون مثابا معاقبا في حالة واحدة؛ وذلك لأن كل واحد منهما يسقط الآخر، فإذا سقط الأقل بالأكثر لم يجب ذلك؛ فالقانون هو إسقاط الأقل بالأكثر، ولكن ما العمل إذا استوى الطرفان؟ هؤلاء هم أهل الأعراف، لهم وقفة أمام النار ولا يدخلونها، بل يدخلون الجنة. ومن رجحت كبائره وسيئاته بحسناته فهم مجازون بقدر ما رجح لهم من الذنوب من لفحة واحدة إلى بقاء 50000 سنة في النار، ثم يخرجون منها إلى الجنة بشفاعة الرسول ورحمة الله بقدر ما بقي لهم من حسنات! وما لم يفضل له حسنة من أهل الأعراف فمن دونهم. وكل من خرج بالنار بالشفاعة وبرحمة الله فهم كلهم سواء في الجنة، حسنة فصاعدا! فهل هذه الحالة واردة؛ حالة تساوي الحسنات والسيئات، أم إنه إذا حدث ذلك فالإنسان بطبيعته إلى الخير أقرب لما كان الشر طارئا عليه؟ وماذا تعني الوقفة أمام النار دون دخولها؟ هل ذلك جزاء لاستواء الطرفين؟ وقد تحرق الوقفة ثم يكون المسار إلى الجنة بلا استحقاق.
28
وفي روايات أخرى يترك الأمر للمصادفة المحضة بعد أن يسير الإنسان على خيط رفيع أحد من السيف وأدق من الشعرة، إن وقع يمينا ففي الجنة وإن وقع يسارا ففي النار! وكأن جهد الإنسان وعمله ونيته ينتهي به الأمر إلى المصادفة العشوائية! وكيف يسير الإنسان على هذا الخيط الرفيع الأحد من السيف والأدق من الشعرة؟ وكيف يسير البشر كلهم عليه الذين وقعوا في هذا التساوي، وكأنه اختيار آخر ومحنة أخرى، وقد انتهت دار التكليف وهم في دار الجزاء؟ وكيف يكون الترجيح طبقا لشفاعة الرسول بلا مبرر عقلي من قانون الاستحقاق؟ وهل سيشفع الرسول لكل أهل الأعراف؟ وإذا كان هناك مقياس للشفاعة فلماذا لا يكون منذ البداية مقياسا للترجيح بزيادة الثواب؛ وبالتالي دخول الجنة عن استحقاق؟ كما أن الترجيح طبقا لرحمة الله أيضا بلا مبرر عقلي، وكسر لقانون الاستحقاق بالتفضل، وقضاء على العدل بالرحمة. وكيف توضع شفاعة الرسول مع رحمة الله كعلة مرجحة على المستوى نفسه، وكأن الله أصبح رسولا أو الرسول إلها؟
অজানা পৃষ্ঠা