আকিদা থেকে বিপ্লবে (৪): নবুয়ত – পুনরুত্থান
من العقيدة إلى الثورة (٤): النبوة – المعاد
জনগুলি
21
ولكن يظل أصل المعارف معرفة النفس؛ أي معرفة الذات ثم معرفة أصلي التوحيد والعدل. ولا تعارض بين كون الأطفال في الجنة، لا فرق بين مؤمنين وكافرين، وبين استحقاقهم للثواب والعقاب طبقا للإيمان والكفر بعد تمام العقل؛ فالعقل شرط التكليف. فإذا كان عاقلا ولم يصل إلى التوحيد والعدل؛ أي إلى أصلي العقليات، استحق العقاب، بل ودوام العقاب؛ فكمال الإنسان في تمام العقل، وليس بالضرورة في وقت البلوغ؛ فقد يكون العقل تاما قبل البلوغ، وقد يقع البلوغ ولا يحصل تمام العقل.
22
بل إن الكمال العقلي شرط البلوغ الجسدي في الشرع، ولا تقبل صلاة المجنون أو الساهي أو النائم حتى ولو بلغ الحلم، ولا تختلف الفرق في كون العقل شرط التكليف، أو في القول بالمعارف العقلية وبأصلي التوحيد والعدل، إنما الخلاف فقط في كون هذه الأصول عقلية أم شرعية؛ لذلك يبطل عذاب الأطفال أخذا بجريرة الآباء بطلانا شرعيا؛ لمعارضته نصوص الوحي الجلية، وعلى هذا إجماع الأمة؛ فالإنسان مؤاخذ بعد الفعل وليس قبل الفعل، وإذا كان مؤاخذا بعد الفعل، فكيف يكون مؤاخذا قبله والفعل لم يتم بعد؟ وإذا كان الإنسان يولد على الفطرة، وكانت الفطرة دين العقل والطبيعة وهو دين الحنفاء، فإن الصبي والمجنون كليهما يموتان عليه؛ وبالتالي يموتان مؤمنين، ويكون مكانهما الجنة، ولا ينطبق ذلك إلا على البشر، دون غيرهم من الموجودات الحية الأخرى؛ الملائكة أو الجن أو الشياطين. فالملائكة لا يتوالدون ولا أطفال لهم، والجن والشياطين إن كانوا يتوالدون فإنهم غير مكلفين مثلنا برسلنا ووحينا وشريعتنا، ولا ينفي ذلك كون الجنة دار جزاء على الأعمال؛ لأنها أيضا دار تفضل لما كان الخير أقرب إلى العقل والطبيعة، ولا يهم ماذا يفعل الأطفال في الجنة؛ هل خدامها أم سادتها؟ بل دلالة ذلك على العدل وتطبيق لأصله طبقا لقانون الاستحقاق.
23
وينتج عن ذلك فقه عملي في الدنيا؛ إذ يدفن المؤمنون من أطفال المشركين في مقابر المسلمين، ويحال بينهم وبين أبويهم، ومع ذلك يجعل لهم من أموالهم. ولو بلغوا وكانوا على دين آبائهم لم يكونوا مرتدين. ولو كانوا من آباء مسلمين ثم ارتدوا بعدما بلغوا فلم يكونوا مرتدين لبقائهم على الأصل. ولو أسلم أحد أبويهم كانوا على دينه؛ فدين الطفولة إلى إسلام البالغين أقرب.
24
وكما تتطلب أفعال الاستحقاق البلوغ وكمال العقل، فإنها أيضا تتطلب القصد والنية. والطاعة التي لا يراد الله بها ليست فعل استحقاق؛ فالأعمال بالنيات، والعمل غير المشروط بالنية لا يكون استحقاقا، فإن أتى صاحب الهوى والزنديق بأفعال حسنة دون قصد منه وهو في كفره، فهي لا تعتبر كذلك؛ لأن النية هي شرط استحقاق الفعل. وإذا ما أتى صاحب الهوى أو الزنديق بفعل حسن لأنه حسن في ذاته فتلك نية وقصد، وتكون فعل استحقاق بالرغم من الكفر النظري، وذلك مثل أفعال أهل الكتاب الحسنة التي يؤجرون عليها ويستحقون عليها الثواب، بالرغم من اضطرابهم في أصلي التوحيد والعدل، وقولهم بالتثليث والتجسد في التوحيد، وبالخطيئة والخلاص في العدل. وإن كفر المجوسي لإيمان المجوسي بمجوسيته لا يعني طاعته لله لكفره بسائر الديانات الأخرى، فتلك الطاعة بالمصادفة والتبعية وليست بالقصد والنية. ولا حتى النظر والاستدلال الأول يكون طاعة لله إن لم يكن الهدف منه معرفته والقصد إليه. النظر والتوجه إلى الموضوع من شروط صحة النظر، وإن إعلاء قيمة النظر لا يكون بالتعرف على موضوعه بالمصادفة، بل بالقصد إليه وجعله أول الواجبات.
25
كما لا تدخل في أفعال الاستحقاق أفعال الخطأ والسهو؛ لأنه ينتفي منها القصد والنية، في حين أن الإصرار على أي ذنب كفر. فعل الاستحقاق إذن هو الفعل القائم على الإرادة والقصد مع سبق الإصرار وعقد العزم.
অজানা পৃষ্ঠা