212

আকীদা থেকে বিপ্লবে (৩): ন্যায়বিচার

من العقيدة إلى الثورة (٣): العدل

জনগুলি

واللطف نوعان: لطف مقرب إن كان مقربا من الفعل أو ممكنا منه، ولطف محصل إن كان آتيا للمأمور به، الأول يقرب من الطاعة ويبعد عن المعصية دون حد الإلجاء والاضطرار حرصا على الحرية أو على الكسب، والثاني مثل الآجال والأرزاق والقوى والآلات وإكمال العقل ونصب الأدلة، أي ما تتوقف عليه الطاعة. الأول سلبي للتمكين والثاني إيجابي للفعل. الأول لإزالة الموانع والعقبات والثاني لتهييء الآلات والأسباب. والأول نوعان: ما يكون من فعل الإنسان ملازما له وما يكون من فعل الله، الأول سواء كان عقليا أم شرعيا لدفع الضرر، والثاني لإزاحة العلل وتهيئة سبيل التكليف؛ فاللطف سابق على التكليف أو مقارن له ولا يكون متأخرا عنه وإلا فما الفائدة منه؟ فاللطف هنا مثل الاستطاعة إما قبل الفعل أو مع الفعل. وإذا كانت الاستطاعة أيضا بعد الفعل في التوليد إلا أن اللطف لا يكون بعد الفعل وكأن اللطف لا يكون مولدا.

4

قد يكون اللطف مع التكليف واجبا وبعد التكليف غير واجب، ويكون اللطف هنا أيضا بمعنى الاستطاعة وكأن اللطف هو شرط التكليف ابتداء، وبعد ذلك يترك الإنسان لاستعمال الألطاف الدائمة كالمعارف النظرية، ومنها النبوة أو التأييدات العملية وإزالة الموانع والعقبات أمام الأفعال. وفي هذه الحالة يكون اللطف ضروريا واجبا وإلا لاستحال التكليف؛ لذلك قد لا يكون اللطف إتيانا للفعل ابتداء بل مساعدة على الفعل بعد أن يحدث حتى لا يقضي على حرية الاختيار. فإذا لم يحدث لطف ابتداء فماذا يكون حال التكليف؟ هل يستحق الثواب والعقاب؟ قد يكون اللطف إذن تفضلا بعد التكليف لأن التكليف يقوم على القدرات الذاتية وشرط الفعل، العقل والقدرة على الاختيار الحر. اللطف إذن هبة وليس حقا، ومن ثم فهو ليس شرطا للتكليف بل قد يقع التكليف بدونه. اللطف لا يحسن ولا يقبح نظرا، ولكنه يساعد عملا، فهو أقرب إلى العقل العلمي منه إلى العقل النظري.

5

أما مصدر اللطف فقد يكون من فعل الله أو من غير فعل الله. قد يكون من فعلنا أو من فعل غيرنا. إن كان من فعلنا وجب فعله احترازا من الضرر دون النوافل؛ لأنه لا يحدث ضرر من عدم فعلها. ما يكون من فعل الله إن كان مفعولا مع تكليف الفعل الذي هو لطف فيه، فإنه لا يكون واجبا، وما يفعله بعد حال تكليف الفعل الذي هو لطف فيه فإنه واجب. وما يكون لطفا من فعل نفس المكلف فمن حقه إذا كان لطفا في واجب أن يكون بمنزلته في الوجوب، وإن كان لطفا في النفل فهو بمنزلته. وما يكون لطفا من فعل غير الله وغير المكلف فمن حقه أن يكون المعلوم من حاله أن يقع ويحدث على الوجه الذي هو لطف وفي الوقت. مصادر اللطف إذن ثلاثة: الله والإنسان والطبيعة. لطف الله غير واجب قبل الفعل وإلا استحالت الحرية، وواجب بعده تأييدا له. ولطف الإنسان مثل الفعل وجوبا وندبا. أما لطف الطبيعة فإنه يقع في الزمان والمكان والحال وليس على الإنسان إلا معرفته وتوحد فعله معه.

6

أما بالنسبة إلى محل اللطف فقد يقع اللطف في الفعل أو في إدراك الفعل، أي إن اللطف يكون في العمل كما يكون في النظر. ولا يكون اللطف إلا في أفعال التكليف، أي في الواجبات. وقد يكون اللطف في النوافل. ولا يجوز اللطف في المباح لأن المباح غير مكلف. وإذا كانت أفعال المكلفين على ضربين، العبادات وخارج العبادات، فإن الأولى لا يجوز فيها البدل بينما الثانية يجوز فيها البدل. وقد تكون إقامة الحد من الإمام لطفا إما له أو لغيره، وتضيع الألطاف بفقدان الإمام وإبطال الحدود في هذا الزمان؛ لذلك قد يكون اللطف مشروطا بوقت دون وقت، ويقع في زمان دون زمان. ولا يكون اللطف فرديا بل عاما، لا يكون خاصا بل شاملا. لا يوجد لطف لشخص يكون مفسدة لشخص آخر، اللطف صلاح للجميع. اللطف عام متاح للجميع، ولكنه قد يقع لشخص دون شخص طبقا لشروط الفعل والقدرة عليه. يؤدي اللطف إلى وقوع المصلحة للذات وللآخرين على السواء. ولا يكون اللطف نظرا عاما لا نهائيا، بل هو خاص محدد معين فردي متحقق في الفعل.

7 (1-2) هل يمكن إثبات اللطف أو نفيه؟

عادة يمكن إثبات شيء ونفيه مثل الواجبات العقلية ومثل الصلاح والأصلح. أما اللطف فيصعب إثباته كما يصعب أحيانا نفيه. يمكن إثبات اللطف لأن الله لا يدخر وسعا في اللطف بالعباد؛ فاللطف يمكن أن يكون ابتداء وليس وسطا أو نهاية، فالوسط والنهاية عبث. كما أن اللطف يساعد على الترجيح دون أن يصل إلى حد الإلجاء. وترك اللطف يوجب نقص الغرض من التكليف ومن ثم يكون اللطف واجبا. واللطف أقرب إلى العناية الإلهية والرعاية وتوالي الصلة بعد الخلق دون الإهمال؛ لذلك ينتهي اللطف أحيانا إلى أن يصبح كل شيء تعبيرا عن الإرادة الإلهية الشاملة. إن اللطف أصلح الإنسان، وأصلح للمكلفين الحصول على اللطف، وبالتالي يثبت اللطف بإثبات الأصلح. وأن شعور المكلف بالتوفيق والهداية والسداد حين الطاعة وشعوره بالخذلان والضلال حين المعصية لدليل على وجود اللطف. كما يثبت اللطف بأدلة سمعية، بآيات الفضل والآيات التي تبدأ بأداة الشرط مثل «لو» التي تعني لولا تدخل اللطف لوقعت أضرار أعظم.

8

অজানা পৃষ্ঠা