إلكترا (في صوت حاد مضطرب متقطع) :
يا لك من يوم قد كان أبغض وأشنع ما شهدت من الأيام، يا لك من ليلة ملأها النكر، يا لك من عيد بغيض قد ملأه البؤس والشقاء، لقد رأى أبي ذلك الموت المخذي الذي حملته إليه يدان مشتركتان في الإثم، لقد حطمتا حياتي، لقد خانتاني، لقد أضاعتاني، لتنتقم الآلهة من هذين القاتلين، لتصب عليهما العذاب، لتصرف عنهما الفرح والنعمة بعدما اقترفا من الإثم.
الجوقة (في حزن وبطء) :
احذري أن يسمع صوتك، ألا ترين إلى أي حال بلغت، وفي أي هوة قذف بك؟ لقد جمعت لنفسك شقاء إلى شقاء، ولقد جرت عليك صلابتك آلاما جديدة، إنك لتعاندين من هو أشد منك قوة، وما هذا من الرشد في شيء.
إلكترا :
نعم، أعلم أن حالي شديدة السوء، وأعلم مقدار شدتي وصلابتي، ولكني على رغم هذا كله لن أقصر عما أنا فيه من استنزال السخط واللعنة على المجرمين ما تنفست، ومن ذا الذي - أيتها الصديقات العزيزات - يرى هذا القلب، يشعر بما أنا فيه ثم يحاول تعزيتي؟ دعن لا تحاولن هذا العزاء، لن يكون لسخطي حد، وسيكون أنيني أبديا خالدا كآلامي.
الجوقة :
ولكن قلبي وحده هو الذي يعزيك، كما يفعل قلب الأم الحنون، احذري أن تستتبع شكاتك هذه شكاة جديدة.
إلكترا :
وأي حد أستطيع أن أضع لما أنا فيه من يأس وقنوط؟ كيف أستطيع من غير أن أنسى من حرمنيه الموت؟ أي الناس اتخذوا لأنفسهم هذه السيرة؟ لو أن بين الناس من يسلك هذا المسلك فأنا أود أن لا أنزل من قلوبهم منزل الرضى والكرامة، كما أني أود أن يدفعني ويذودني كل محب للخير إن أنا كفكفت في قلبي غلواء هذه العواطف الشريفة، عواطف الألم يبقيها الحرص على تشريف الموتى، ألا فليهلك أبد الدهر بين الناس الرشد والتقوى إذا كان حظ من فارق الحياة أن يبقى مهملا منسيا كأنه تراب غير حساس، وإذا لم يلق المجرمون جزاء ما اقترفوا من إثم.
অজানা পৃষ্ঠা