أياس :
أي أي، من كان يظن أن اسمي يتفق إلى هذا الحد مع آلامي؟
13
فقد جاء الوقت الذي يجب أن أردد فيه هذه الشكاة المؤلمة، لقد تفوق أبي على الجيش كله، وظفر بجائزة البطولة في أرض إيدا هذه، ثم عاد إلى وطنه ماجدا موفورا، وها أنا ذا ابن هذا البطل العظيم قد أقبلت إلى هذه الأرض نفسها شجاعا مثله، فأبليت كما أبلى ولكني أفقد الشرف، ومع ذلك فهناك شيء أظنني أعرف، لو أن أخيل في حياته أراد أن يجعل سلاحه جائزة للبطولة لما منحه أحدا غيري، أما الآن فقد منح الأتريان هذا السلاح رجلا قادرا على كل شر، وجحدا شجاعتي وحسن بلائي، ولولا أن ضلت عيناي وضل عقلي فحولت عما كنت أريد لما أتيح لهما بعد اليوم أن يظلما رجلا آخر هذا الظلم.
ولكن ابنة زوس هذه العذراء ذات اللحظ المخيف قد انتظرت بي حتى هممت بالأمر وبسطت إليه يدي، ثم ألقت علي عارضا من الذهول حتى خضبت يدي بدماء هذا الحيوان، وهما الآن يضحكان؛ لأنهما أفلتا مني على رغمي من غير شك، وإذا أراد إله بنا شرا أفلت الجبان نفسه ممن هو أشد منه شجاعة وأعظم بأسا، والآن ماذا يجب أن أعمل؟ أنا من غير شك عدو للآلهة، الجيش يبغضني وطروادة، بل كل هذه الأرض تمقتني، أيجب أن أترك السفن، وأن أدع الأتريين وحدهما وأن أعود إلى وطني؟
وأي وجه أظهر به إذا وصلت إلى أبي تيلمون؟ وكيف يحتمل عودتي إليه صفر اليدين غير ظافر بمثل ما ظفر به من تاج المجد والفخار؟ كلا! هذا لن يكون. أأذهب إذن إلى أسوار الترواديين؟ أأهجم عليهم هجمة المستميت؟ أأجد الموت بعد أن أحسن البلاء؟ ولكني إن فعلت أقررت عين الأتريين! كلا هذا لا يمكن، يجب أن ألتمس وسيلة أثبت بها لوالدي الشيخ أني ابنه حقا، وأني قد ورثت شجاعته وبأسه، وقلبا قد وضع في موضعه، فإن من الخزي أن يرغب الرجل في أن تطول حياته حين يعجز عن تغيير ما ألم به من الشقاء.
وأي خير
اليوم لا يبعده من آخرته إلا ليقربه منها؟ لن أحفل بالرجل الذي تخدعه الآمال الكاذبة، إنما قصارى الرجل الكريم أن يعيش ماجدا أو أن يموت كريما. لقد قلت كل شيء.
رئيس الجوقة :
لن يستطيع أحد أن يدعي أنك يا أياس قد قلت غير ما يجمل بك أن تقول، ومع ذلك فثب إلى الهدوء وائذن لأصدقائك أن ينتصروا عليك فيما اعتزمت، ودع هذه الخواطر المؤلمة.
অজানা পৃষ্ঠা