أتينا :
أترى يا أوديسيوس إلى قوة الآلهة كم هي عظيمة! أي رجل يمكنه أن يكون أعقل منه وأشجع منه إذا جد الجد؟
أوديسيوس :
لا أعرف أحدا يعدله عقلا وبأسا، وإني لأرثي له وإن كان عدوي؛ فقد اتصل أمره بقضاء محزن، وإني لأفكر في مصيري كما أفكر في مصيره، وإني لأرى أننا جميعا ما حيينا لسنا إلا أشباحا، إلا ظلالا كاذبة.
أتينا :
تعلم من هذا المنظر ألا تكابر الآلهة، ولا تكاثرهم، ولا تنطق في ذاتهم بكلمة غرور، وألا يخدعك تفوقك على نظرائك في القوة أو الثروة؛ فإن يوما واحدا يضع الناس ويرفعهم، والآلهة يحبون القصد ويكرهون الفجور. (تستخفي أتينا ويذهب أوديسيوس وتدخل الجوقة إلى الملعب من يمين.)
رئيس الجوقة :
يا بن تليمون ساكن سلامين التي تحيط بها أمواج البحر إني لفرح حين أراك سعيدا، ولكني شديد الخوف عظيم الفزع إذا قصد إليك زوس بالسوء، أو أهانك اليونان بألسنتهم الحادة، مثلي في ذلك مثل العصفور الفزع الذي يهرب في الجو لا يلوي على شيء، وكذلك امتلأت آذاننا حول هذه الليلة المنقضية بلغط عظيم، بلغط سيئ. يقال إنك ذهبت إلى المرج الذي ترتع فيه الخيل فأفنيت قطعان اليونان وما بقي من الماشية التي غنموها مزقتها بسيفك الملتهب.
هذه هي القصة التي يهمس بها الناس، والتي يتخيلها أوديسيوس ويلقيها في آذان اليونان جميعا، ولا يجد مشقة في إقناعهم بها، والناس يقبلون الآن هذا الحديث في يسر، يجد سامعه في الشماتة بك والابتهاج بشقائك من الغبطة أكثر مما يجد ناقله.
إنما يبلغ الكائدون أغراضهم إذا مكروا بكبار النفوس، لو أن هذا الحديث أذيع عني لما صدقه أحد، إنما يدب الحسد إلى الأغنياء، ومع ذلك فإن صغار الناس إذا فقدوا سادتهم لا يحسنون الدفاع عن الأسوار، فإذا وجدوهم استقر التوازن بين الضعفاء والأقوياء، وبين أعظم الناس خطرا وأهونهم شأنا.
অজানা পৃষ্ঠা