لا، لن يقول لنا أحد شيئا عن الجهد الجبار الذي كان يقوم به بعل ليزيل من خاطر لبنانة هذه الهواجس، وليجعل من حياتها نعيما. إن شوقه هو الذي خلق مع الحياة هذه المتاعب عند أحب مخلوقة يطمئن إليها قلبه، وتقر بها عيناه.
فيا لعظم التبعات التي هي تبعاته!
غير أن لبنانة كانت تدرك من ناحيتها أن بعلا لن يستطيع من أجلها بعد شيئا، وأن إخلاصها غير منوط به، وأن الشوق، شوقها هي هذه المرة، شوقها إلى الانعتاق والانفلات، يقدر وحده على شق طريق الخلاص .
وذات ليلة وبعل يعزف ويغني لها أغنية الحب الخالد، قامت إلى رأس التلة وأخذت تختطف الخطو اختطافا، فلا تلمس قدماها الأرض إلا لمسا رفيقا كأنما هي تتوكأ على جناحي النغم.
وأقبل الكون ينظر:
الدراري تتدلى لترى هذه الأعجوبة
والجبال تقترب وتحنو
والأغصان تترنح وتنعطف
والبحر يصغي خافت الموج
والسهل يشرئب
অজানা পৃষ্ঠা