وقد يستدل على ذلك أيضا من جهة أوضاع الكواكب وذلك أنه إذا كان المشتري مشرفا على الشمس أو القمر أو الطالع من برج ملوكي وسيما إن كان منقلبا في التحويل الدال على قيامه دل ذلك على جمعه للأموال وحبه لها وإن كان ذلك من ذوات الأجساد كان أوكد لذلك وأكثرلحرصه عليها أو على جمعها وإن كان من الثابتة دل على ثباته وطول مدته وبعد صيته وضبطه لسلطانه وقوته على ذلك وإذا كان المشتري ساقطا عن مناظرة النيرين والطالع كان ذلك غير طائل مع قلة مدته وإذا كان المشتري في تحويل السنة التي قام فيها القائم تحت الشعاع دل على حبه لجمع الأموال فإن اتصل به المريخ أو الشمس كان مع جمعه للأموال مفرقا لها وسيما إن كان في السابع واذا كان المشتري زائلا والمريخ يتصل به كان دليلا على تفريقه للأموال في الحق والباطل مع قلة قدرها عنده وإن كان المشتري مع ذلك في بيته دل على إخراجه للأموال في وجوه يعود صلاحها على الرعية وإذا كان المشتري في بيت موافق له في موضع قوي من الطالع بريئا من النحوس دل على جمعه للأموال وطلبه لها وإن كان على خلاف ذلك دل على تفريقه لها وإذا كان المريخ في موضع جيد محمود وهو في بيت المشتري والمشتري في بيته كان ذلك دليلا على حدته وطاعة أهل مملكته له وضبطه له مع بعد صوته واقتداره على أعدائه وبلدانهم سيما إن كان التحويل نهارا أو الشمس ناظرة إليها من وتد أو من بعض الأماكن المحمودة وكذلك إذا كان المريخ بالليل في بيته أو في بيت شرفه أو في بيت المشتري بمنظر من المشتري كان ذلك دليلا على عزه وبعد صوته وكثرة معروفه فإن كان المريخ مقارنا لسهم السعادة فإنه دليل على إنهاكه في إراقة الدماء وقتل الأقران مع شدة حبه للسلاح والأسفار وإذا كان الرأس مقارنا للسعود في طالع تحويل السنة الدالة على قيامه دل ذلك على قوته واقتداره على سائر الرؤساء والرعية ومتى اتصلت الشمس عند قيام القائم بالمريخ وكان خالي السير غير مناظر لزحل دل على وثوب الجند عليه وشدة إفسادهم وعبثهم عليه مع كثرة الخوارج وانتقاص أطرافه وشدة غمه فإن كان المريخ متصلا بزحل دل على سكون الجند وحسن طاعتهم له وعلى ضعف الخوارج وقلة لبثهم سيما إن كان زحل نقيا وهو في بيته فإن اتصلت الشمس بالمشتري بغير منظر من زحل دل على كثرة الخوارج عليه سيما من رعيته وأهل بيته وتناله بذلك السبب الغموم فإن نظر المشتري إلى زحل دل على هدوء ذلك وسكونه واتساق الأمور له وضعف الخوارج والظفر بهم وخاصة إن كان زحل نقيا في بيته فإن اتصلت الشمس بزحل دل على سلامة القائم وظفره وقوته وأوكد لذلك إذا كان زحل بريئا من المناحس فإن انصرفت الشمس عن المشتري واتصلت بالمريخ ثم اتصلت بزحل من قبل أن تخرج من موضعها الحالة فيه دلت على خروج خارج عليه من أهل بيته أو ممن هو بمنرلته ويناله بذلك السبب غموم ثم يظفر به وإن كان زحل مسعودا في بيته فإن لم تتصل الشمس بزحل من قبل أن تخرج عن موضعها الحالة فيه دلت على قوة الخوارج وشدة ما يلقى منهم والخوف عن ملكه فإن انصرف المريخ عن المشتري واتصل بزحل خرج عليه داعية من أهل النبوة فإن كان المشتري متصلا بزحل أذعنوا بعد ذلك وخضعوا له فإن انصرف المريخ عن زحل واتصل بالمشتري دل على تغييره لبعض أهل بيته وخروجه بذلك السبب عليه وعصيانه له فإن اتصل المشتري بزحل ظفر به ولا سيما إن كان في بيته نقيا فإن خلا سير المشتري وكان سليما من النحوس في نور نفسه قوي قوي الخارج واشتد أمره وإذا كان أحد الكواكب في السابع من الطالع في شرفه دل على تشدد الملك على رعيته وسوء حالهم في زمانه فإن كان في السابع في هبوط دل على ضعفه وحسن حال الرعية وقوتهم
وقد ينبعي أن ينظر أيضا إلى العاشر من الطالع أو العاشر من الشمس فإن كان في بروج ثابتة وحلت فيها السعود دل ذلك على سعادته وكثرة فضله وطوله وإن كانت الكواكب في ذينك الموضعين في أشرافهما أو كانت شرقية أو في حيزها أو كانت شمالية العرض زائدة في السير كان أفضل لذلك وإذا كان صاحب الرابع أو السابع في الطالع أو في وسط السماء دل ذلك على خضوع أعدائه له وإن كان صاحب الطالع أو صاحب وسط السماء في الرابع أو السابع دل على خضوعه لأعدائه
পৃষ্ঠা ৭৬