أخبرنا أبو سعيد محمد بن أبي محمد بن أبي نصر الأصبهاني، أخبرنا أبو نهشل عبد الصمد بن أحمد بن الفضل بن أحمد العنبري، أخبرنا أبو القاسم علي بن أحمد بن مهران، حدثنا أبو عبد الله محمد بن إسحاق بن محمد بن يحيى بن منده الحافظ، أخبرنا أبو مسلم محمد بن إسماعيل بن أحمد المديني حدثنا صالح بن أحمد قال: قال أبي رحمه الله: فقال لي عند ذلك: لولا أني وجدتك في يد من كان قبلي ما عرضت لك، ثم التفت إلى عبد الرحمن بن إسحاق، فقال له: يا عبد الرحمن، ألم آمرك أن ترفع المحنة؟ قال أبي: فقلت في نفسي: الله أكبر، إن في هذا لفرجا للمسلمين. قال: ثم قال: ناظروه كلموه، ثم قال: يا عبد الرحمن، كلمه. فقال لي عبد الرحمن: ما تقول في القرآن؟ قال: فقلت له: ما تقول في علم الله تعالى؟ فسكت. قال أبي: فجعل يكلمني هذا وهذا، فأرد هذا وأكلم هذا، ثم أقول: يا أمير المؤمنين، أعطوني شيئا من كتاب الله عز وجل، أو سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقول به. فيقول ابن أبي دؤاد: وأنت لا تقول إلا ما في كتاب الله عز وجل أو سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال: فقلت له: تأولت تأويلا فأنت أعلم، وما تأولت ما يحبس عليه ويقيد عليه. قال: فقال ابن أبي دؤاد: هو والله يا أمير المؤمنين ضال مضل مبتدع! وهؤلاء قضاتك والفقهاء فسلهم. قال: فيقول لهم: ما تقولون؟ فيقولون: يا أمير المؤمنين هو ضال مضل مبتدع. قال: فلا يزالون يكلموني وجعل صوتي يعلو على أصواتهم، وقال لي إنسان منهم: قال الله عز وجل: {ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث} أفيكون محدث إلا مخلوقا؟! قال: فقلت: قال الله عز وجل: {ص. والقرآن ذي الذكر} فالذكر هو القرآن، وتلك ليس فيها ألف ولا لام. قال: فجعل ابن سماعة لا يفهم ما أقول. قال: فجعل يقول لهم: ما يقول؟ قال: فيقولون: إنه يقول: كذا وكذا، قال: وقال إنسان منهم: حديث خباب: ((ياهنتاه، تقرب إلى الله بما استطعت، فإنك لن تتقرب إليه بشيء هو أحب إليه من كلامه)) قال أبي: فقلت: نعم، هكذا هو.
পৃষ্ঠা ৫৪