بسم الله الرحمن الرحيم
ذكر محنة أبي إسحاق المعتصم لأبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل
رحمه الله
أخبرنا أبو محمد عبد الله بن منصور بن هبة الله بن الموصلي البغدادي بها، حدثنا أبو الحسن المبارك بن عبد الجبار بن أحمد بن القاسم الصيرفي، أخبرنا أبو طالب محمد بن علي بن الفتح الحربي، أخبرنا أبو الفتح محمد بن أحمد بن أبي الفوارس، حدثنا أبو بكر محمد بن عبيد الله الكاتب، حدثنا الحسن بن محمد بن عثمان بالبصرة، حدثني داود بن عرفة، حدثنا ميمون بن الأصبغ، قال: كنت ببغداد فسمعت ضجة، فقلت: ما هذا؟ قالوا: أحمد بن حنبل يمتحن في القرآن، قال: فأتيت منزلي فأخذت مالا له خطر، فذهبت به إلى من يدخلني إلى المجلس الذي يمتحن فيه أحمد، قال: فأدخلوني، فإذا بالسيوف قد نضيت، والقواد بالأعمدة قد ترجلت، وبالأسواط قد طرحت، قال: فألبسوني أقبية سودا ومنطقة وسيفا حتى أوقفوني عند المجلس من حيث أسمع الكلام، فإذا أنا بأمير المؤمنين عليه رداء عدني، حتى جلس على الكرسي، فقال: أين هذا الذي يزعم أن الله عز وجل ينطق بجارحتين؟ قال: فأتي بأحمد بن حنبل وعليه قميص أبيض، وكساء أخضر، ونعله معلقة بيده حتى أوقف بين يديه، فقال: أنت أحمد بن حنبل؟ فقال: أنا أحمد بن محمد بن حنبل، قال: بلغني أنك تقول: إن القرآن كلام الله غير مخلوق، فقال له: أصلح الله أمير المؤمنين، البلاغات تزيد وتنقص، فقال له: يا مبارك، فأيش تقول؟ قال: أقول: القرآن غير مخلوق؛ وعلى أي الحالات كان، قال: ومن أين قلت؟ قال روي في الحديث، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إن كلام الله الذي استخص به موسى عليه السلام، مائة ألف كلمة وثلاث عشرة كلمة فكان الكلام من الله عز وجل، والاستماع من موسى)) فقال:
পৃষ্ঠা ৪৬