![image filename](./0505Ghazali.MihakkNazar.pdf_page_156.png)
وأما الذين كذبوا بوجود موجود لا يشار إلى جهته ، ولا يكون داخل العالم ولا خارجه . . فهم أظهر عذرا وأقرب أمرا من هلؤلاء ، وللكنهم أيضا عادلون عن الحق بالإذعان لمقتضى الوهم ، والعجز عن التمييز بين حكمه وحكم العقل .
ومهما قصد رسوح مثل هذا الاعتقاد في النفوس - أعني : قدم الحروف - .. فينبغي أن يكرر ذلك على السمع في الصبا، ويجهم الوجه عند ذكر منكره ، ويستعاذ بالله تعالى منه ، ويطلق اللسان في ذمه، ويقال : إن ذلك قول بعض الكفرة ؛ أعني : الذين يفعل بهم في النار كيت وكيت ، ويخترع على ذلك حكايات ؛ مثلع أن يقال : إن فلانا كان ممن يعتقده فأصبح وقد مسخه الله تعالى كلبا ، وإن فلانا يسمع من قبره صياح الكلاب لقوله بكذا وكذا .
فلا يزال يترسخ في نفس الصبي ذلك على التدريج من حيث لا يشعر؛ كما يترسخ النقش فى الحجر ، ويتعذر على كل العلماء دواؤه بعد الكبر (1) ؛ مثل العلة المستحكمة التي تجاوز معالجتآها قدرة الطبيب ، ولا فرق بين مرض القلوب ومرض الأبدان ، نعوذ بالله منهما(2).
পৃষ্ঠা ১৫৪