![image filename](./0505Ghazali.MihakkNazar.pdf_page_135.png)
فيه ، أو استغفالا للخصم واستجهالا له ؛ فإنه ربما يتنبه للحاجة إلى المقدمة الثانية .
وهذا كله أمثلة النظم الأول ، وقد يقع فى غيره أيضا ؛ كمن يقول مثلا : كل شجاع ظالم ، فيقال : لم ؟ فيقول : لأن الحجاج كان شجاعا وظالما.
فهذا تمامه أن يقول : الحجاج شجاع ، والحجاج ظالم ؛ فكل شجاع ظالم، وهو غير منتج؛ لأنه طلب نتيجة عامة من النظم الثالث ، وهو محال ؛ إذ قد بينا أن النظم الثالث لا ينتج إلا قضية خاصة (1) ، وإنما كان من النظم الثالث ؛ لأن العلة هي (الحجاج) فإنه متكرر في المقدمتين ، ولا يلزم منه إلا أن بعض الشجعان ظلمة ، أما الكل . . فغير لازم .
وكذلك يقول العامى : المتفقهة سيئو الأدب ، والمتصوفة كلهم فسقة ، فيقال : لم ؟ فيقول : لأني رأيت متصوفة الرباط الفلانى ومتفقهة المدرسة الفلانية يفعلون كيت وكيت .
وهو خطأ ؛ لأنه طلب نتيجة عامة من النظم الثالث ، وهو محالا.
وبالجملة : مهما كانت العلة أخص من الحكم والمحكوم عليه في النتيجة .. لم يلزم إلا نتيجة جزئية ، وهو معنى النظم الثالث .
ومهما كانت العله أعم من المحكوم عليه وأخص من الحكم
পৃষ্ঠা ১৩৩