قلت: وفي معنى ما ذكره عليه السلام ما ذكره ولده علامة المتأخرين الحسين بن القاسم" في شرح الغاية فإنه ذكر في تحرير محل النزاع أن الحسن والقبح يقالان لمعان ثلاثة ثم قال: الثالث: تعلق المدح والثواب بالفعل عاجلا وآجلا، والذم والعقاب كذلك، ثم قال: هذا في أفعال العباد، وإن أريد ما يشمل أفعال الله تعالى اقتصر على المدح والذم.
قال عليه السلام : (وهذا هو محل النزاع فعند الأشاعرة هو شرعي؛ لأن الأفعال كلها عندهم ليس شيء منها يقتضي في نفسه مدح فاعله وثوابه، ولا ذمه وعقابه، وإنما صارت كذلك بسبب أمر الشارع ونهيه، وعند العدلية عقلي لأن للفعل في نفسه جهة محسنة من غير نظر إلى الشرع مقتضية لاستحقاق فاعله مدحا وثوابا، أو مقبحة مقتضية لاستحقاقه ذما وعقابا، إلا إن تلك الجهة قد يدركها العقل بالضرورة، وقد يدركها بالنظر، وقد لا يدركها بأيهما، لكن إذا ورد به الشرع علم أن ثم جهة محسنة كما في صوم آخر يوم من رمضان، أو مقبحة كما في صوم أول يوم من شوال، فإدراك الحسن والقبح في هذا القسم موقوف على كشف الشرع عنهما بأمره ونهيه، وأما كشفه عنهما في القسمين الأولين فهو مؤيد لحكم العقل بهما إما بضرورته، أو بنظره.
هذا تحقيق محل النزاع على ما ذكره الإمام القاسم وولده عليهما السلام .
পৃষ্ঠা ১১৭