الفصل الخامس: في كيقية الترقي إلى علم صفة الوبوبية بعد إحكام صفة الإلهية
فإذا يسر الله تعالى للسالك التحقق بمشهد الإلهية؛ وقام السالك بتحققه واستولى عليه حكمه: يرجى أن يفتح له علم معرفة الربوبية، وهو الكشف عن سر التوحيد والكلمات التكوينيات، ويظهر له قيام الرب تعالى بتدبير خلقه، فلا نفع ولا ضر؛ ولا حركة ولا سكون و لا قبض ولا بسط؛ ولا خفض ولا رفع: إلا والله سبحانه وتعالى فاعله وخالقه وقابضه وباسطه وخافضه ورافعه ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير.
فحينئذ يتحقق العبد العبودية؛ ويخضع لأحكام الربوبية؛ ويستسلم للقدر؛ ويطمئن إلى كفالته سبحانه؛ ويرضى بتقديره وتدبيره، ويتحقق حينئذ بإياك نعبد فيقول: (إياك نعبد واياك نستعين).
وهذا الباب هو كشف سر الكلمات التكوينيات؛ وهو علم صفة الربوبية، والأول هو علم صفة الإلهية؛ والتحقق بالقيام بالأمر والنهي يكون عن كشف علم الإلهية؛ والتحقق بالتوكل والتفويض، وحقائق العبودية يكون بكشف علم الربوبية؛ وهو علم التدبير الساري
পৃষ্ঠা ৬৮