মিচিয়ার
المعيار المعرب والجامع المغرب عن فتاوي أهل إفريقية والأندلس والمغرب
জনগুলি
[الإمام المجذوم] وسئل رحمه الله عن إمام مسجد جماعة ظهر عليه داء الجذام عافانا الله منه فكرهت جماعته الإئتمام به لذلك, وذهبت إلى تأخيره عن الإمامة والاستبدال بإمام آخر مكانه, وذلك بعد مدة مضت له في غمامتهم وهو على تلك الحال. هل ترى رضي الله عنك إمامته جائزة بدنا أم لا؟ وهل ترى لهذه الجماعة إجباره على التأخير عن إمامته أم لا؟ وكيف به وصل الله توفيقك إن ادعى أن الذي به غير جذام إنما داء غيره بزعمه؟ هل يكلف الأطباء النظر إليه حتى يتحقق ذلك فيه بقولهم؟ أم لا يلزم ذلك؟ إذ هذه الجماعة لا تقدح في دينه ولا في معرفته بما يتناوله في إمامته من قراءة أو غيرها, إنما يعافون مرضه المذكور خاصة. بين لنا رضى الله عنك القول في هذه المسألة كل البيان, فإنها نازلة بنا وواقعة عندنا موفقا مأجورا إن شاء الله.
فأجاب تصفحت عافانا الله وإياك سؤالك هذا ووقفت عليه. وإمامة المجذوم جائزة لا إختلاف في ذلك بين أهل العلم, لأن العيوب التي تقدح في صحة الإمامة إنما هي في الأديان لا في الأبدان, إلا أنه إذا تفاحش جذامه وقبح منظره وعلم من جيرانه أنهم يكرهون إمامته لتأذيهم بها في مخالطته لهم يشق صفوفهم بالدخول إلى المحراب والخروج عنه, فينبغي له أن يتأخر عن الإمامة بهم. وقد قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه في المرأة المجذومة التي رآها تطوف مع الناس: يا أمة الله لا تؤذي الناس, لو جلست في بيتك لكان خيرا لك! فإن أبى من ذلك ورفعوه إلى الإمام قضى عليه بالتأخير عن إمامتهم إذا تبين له ما ذكروه من تأذيتهم بها, لأن المنع من إذاية المسلمين واجب. وقد قال صلى الله عليه وسلم في حلول المرض على المصح إنه أذى.
[225/1] وقال صلى الله عليه وسلم: من أكل من هذه الشجرة فلا يقرب مسجدنا يؤذينا بريح الثوم, وهو أخف أذى وبالله التوفيق.
পৃষ্ঠা ২৮৪