موسى النخعي (1) وغيرهما من الشيعة ممن ذكر ذلك في كتبه في الإمامة مجتمعا ومفترقا.
وقد نقض على الجاحظ كتاب العثمانية أيضا رجل من شيوخ البغداديين ورؤسائهم وأهل الزهد والديانة منهم- ممن يذهب إلى تفضيل علي والقول بإمامة المفضول- وهو أبو جعفر محمد بن عبد الله الإسكافي، وكانت وفاته سنة أربعين ومائتين، وفيها مات أحمد بن حنبل.
أقول: هذا ما تيسر لي عاجلا حول ترجمة المؤلف وشخصيته وأما كتاب المعيار والموازنة هذا فإن أول ما فزت بمشاهدته كان في أواسط شهر شوال المكرم من سنة (1399) الهجرية عند ما زرت بعض الأجلة وأنا كليل الفكر حسير البصر وقد وهن العظم مني وفترت الأعصاب؛ ولم أكن على عدة وعدة؛ أرى أبواب المضي في الخيرات مغلقة، وطرق سلوك المعالي والمكارم مسدودة، أرى نفسي عاجزة عن كل تدبير، ولكن بمجرد ما تصفحت وقرأت أوراقا من الكتاب كأن الله نفخ الروح في بدني وقوى الفتير في عظامي وأعصابي فاستنسخته في طول أيام وليالي ثم قابلت مخطوطي مع الأصل المأخوذ منه وأخذته معي إلى لبنان برجاء أن يفتح الله لنا بابا إلى نشره وطبعه.
ومن أجل أني كنت حينئذ على جناح سفر ضروري، وكنت أرى بحسب الموازين العادية أني غير متمكن من نشر هذا الكتاب في زمن قريب لم أوفق للبحث الكافي عن خصوصيات النسخة، ثم التفتيش في مظانه من التراجم والكتب المدونة في أسماء الكتب والفنون حول اسم الكتاب ونسبته إلى المؤلف.
والذي أتذكر قطعيا من النسخة أنها كانت بخط نسخ جميل مشتملة على أغلاط إملائية كثيرة مع بلاغات مندرجة في هوامشها، وكان في آخر وختامها توقيعات من
পৃষ্ঠা ১১