[كان سبب انحراف الناس عن علي هو الحقد والضغينة، والعداوة الطائفية، والحمية الجاهلية]
. ثم اعلموا- سلمكم الله من الهلكة وأيدكم بالاستقامة والصواب في المقالة- ان هذا باب قد كثر قول القائلين فيه وطال اختلافهم وتشعبت أهواؤهم وتوغرت من أجله صدورهم واختلفت فيه ائتلافهم (1) وذلك لأن أوله كان على الضغن والعداوة والعصبية والحمية، ولم يكن القول فيه على طريق الخطأ من أجل شبهة دخلت أو لبس حدث فاتصلت أسبابه على ذلك وانشعبت فروعه على حسب ما ذكرنا [ه] من حدوث أصوله فزرعت في القلوب الهوى والميل، فتكلم كل إنسان على قدر هواه وميله وما سبق إلى قلبه فنصر رأيه وناظر في تقوية قوله، فتاهوا على طول الأيام والفوا الخطأ والضلال وتعدى ذلك إلى العوام من النساء والرجال فعظم فيه الخطب وكثر القيل والقال وتوارثوا تلك الأضغان والأحقاد حتى ظل الراجع عن خطائه المبين لرشده منهم (2) مشتوما قد نبذوه بالألقاب ورموه بالبدعة والضلال! وحتى أن الجماعة قد [كانت] تجتمع فيتناظرون في أبواب الاختلاف وفنون من الكلام فيصغى المستمعون ويتكلم المتكلمون على سبيل إنصاف وطريق حسن حتى إذا شرعوا في الكلام في هذا الباب كثر شغبهم وتكلم ساكتهم وارتفعت أصواتهم وعظم لغطهم، وانقلبوا عن طبعهم، وتجبروا في مقالهم، وأحالوا في أنفسهم مقالهم، لشدة ما دخلهم من الغضب والتعصب.
[و] هذا قد يكون [يقع] من أهل الأدب منهم والمتقدمين في الكلام والنظر.
وقد [كان] يجري ما وصفنا بين قوم ليس لهم أول يدعو إلى العصبية ولا لهم تقدم يوجب الحمية.
هذا مع قولهم: إن هذا الباب ليس الخلاف فيه بعظيم ولا الخطأ فيه بكبير ولا
পৃষ্ঠা ১৭