Method of Studying Religions Between Sheikh Rahmatullah Al-Hindi and Reverend Pfander
منهج دراسة الأديان بين الشيخ رحمت الله الهندي والقس فندر
জনগুলি
كلية دار العلوم
قسم الفلسفة الإسلامية
"منهج دراسة الأديان بين الشيخ رحمت الله الهندي (ت: ١٨٩١ م) والقس فندر"
رسالة ماجستير
إعداد الباحث: شريف مسعد فياض عبد الفتاح
تحت إشراف:
أ. د. مصطفى حلمي
أستاذ الفلسفة الإسلامية بالكلية
٢٠١٦ م - ١٤٣٧ هـ
1 / 1
بسم الله الرحمن الرحيم
- والذين جاهدوا فينا لنهدينم سبلنا -
وإن الله لمع المحسنين -
سورة العنكبوت: آية ٦٩
1 / 2
شكر واجب
أقدم أسمى آيات الشكر والامتنان والتقدير والمحبة إلى الذين حملوا أقدس رسالة في الحياة ...
إلى الذين مهدوا لنا طريق العلم والمعرفة ... إلى جميع أساتذتنا الأفاضل .......
أخص بالتقدير والشكر الأستاذ الدكتور / مصطفى حلمي
الذي نقول له بشَرك قول رسول الله ﷺ
" إنَّ الله وملائكته وأهل السَّموات والأرض حتَّى النَّملة في جحرها وحتَّى الحوت ليصلُّون على مُعلِّم النَّاس الخير" رزقه الله حسن العمل وحسن الخاتمة.
كما أنني أتوجه بخالص الشكر لراعي الفلسفة في كلية دار العلوم،
الأستاذ الدكتور / عبد الراضي عبد المحسن
والذي ساعد - بعلمه - على إثراء الرسالة؛ بالاقتباس من كتبه وبجهده في المناقشة والتوجيه. نفعه ونفعنا الله بعلمه.
كذلك الذين كانوا عونا لنا في بحثنا هذا ونورا يضيء الظلمة التي كانت تقف أحيانا في طريقنا. وإلى كل من زرع التفاؤل في دربنا وقدم لنا المساعدات والتسهيلات والأفكار والمعلومات، ربما دون أن يشعروا بدورهم بذلك فلهم منا كل الشكر.
كما أتوجه بالشكر لكل أعضاء لجنة المناقشة الموقرة ...
بارك الله لكم جميعا في جهدكم وعلمكم
1 / 3
إهداء
أهدي هذا العمل المتواضع إلى أبي الذي لم يبخل علي يومًا بشيء
إلى سبب وجودي في الحياة .. إلى من افتقده في مواجهة الصعاب
ولم تمهله الدنيا لأرتوي من حنانه .. أبي .... اللهم اغفر له وارحمه.
وإلى أمي التي زودتني بالحنان والمحبة .. وإلى من تتسابق الكلمات لتخرج معبرة عن مكنون ذاتها
من علمتني وعانت الصعاب لأصل إلى ما أنا فيه .. ولم تألُ جهدًا في تربيتي وتوجيهي
وعندما تكسوني الهموم أسبح في بحر حنانها ليخفف من آلامي .. أمي .. اللهم احفظها بحفظك.
وإلى زوجتى رضا الحبيبة الحنون ... العاملة الدؤوب ... نعم المرأة الصالحة .. خير جليس.
وإلى ابني البار عبد الله وابنتي البارة منة .. وإلى إخوتي وأسرتي جميعًا.
وإلى من كانوا يضيئون لي الطريق .. ويساندوني ويتنازلون عن حقوقهم؛ لإرضائي والعيش في هناء
إخوتي .. أحبكم حبا لو مر على أرض قاحلة .. لتفجرت منها ينابيع المحبة
وإلى أساتذتي .. وإلى زملائي وزميلاتي .. وإلى الشموع التي تحترق لتضيء للآخرين .. وإلى من علمني النجاح والصبر .. وإلى كل من علمني حرفا .. أهدي هذا البحث المتواضع راجيًا من المولى ﷿ أن يحظى بالإخلاص والقبول والنجاح
لكم جميعا كل التقدير والاحترام - أحسبكم كذلك ولا أزكيكم على الله، وأدعوه سبحانه أن يجمعني بكم في الصالحين، في جناته جنات الفردوس الأعلى،، .
1 / 4
تمهيد
بعد حمد الله والثناء عليه، والصلاة والسلام على رسول الله، أقول وبالله التوفيق: في عصر النهضة الأوروبية - الآن - كما يُزعم، وفي عصر التخلف الحضاري للمسلمين، أو بتعبير أدق في عصر الحضارة النائمة، والذي بدأ منذ عدة قرون؛ مرحلة المخاض عقب الحمل، والتي بدأت بوادرها في الظهور منذ إنشاء الجامعات العلمية، وازدياد حركات البحث العلمي، والتأليف مع بدايات القرن العشرين وإلى الآن.
في هذا الوقت تظهر محاولات استعمارية صهيونية وكذلك تبشيرية على الساحة؛ للنيل من الإسلام وأهله، وإظهاره بمظهر الضعف؛ ففي حين ينكر كثير من الغربيين أي اقتباس للحضارة الأوروبية الحديثة من الحضارة الإسلامية، يحاولون إثبات أن المسلمين طوروا منهجا جديدا، وتقنيات حديثة - في نهاية القرن التاسع عشر- بالاقتباس من نور الحضارة الأوروبية، وثمرة من ثمراتها؛ للنيل من النصرانية، وللرد والطعن في كتبهم المقدسة.
إنه بعد المناظرة التي حدثت - في نهاية القرن التاسع عشر- بين الشيخ رحمت الله الهندي، والقس فندر، ظهر بجلاء ضعف الأدلة والحجج والبراهين التي يسوقونها لإثبات عقيدتهم، فحاول الأوروبيون المحدثون - وكما فعلوا في الماضي - تغيير مجرى الأحداث، وتصويرها على أنها إتقان أساليب متطورة وحديثة، اخترعها المسلمون من وهب الحضارة الأوروبية؛ ادعاء ليصرفوا كفة الميزان تجاههم مرة أخرى.
والجدير بالذكر أن ذاك الزعم - كما سيتضح لاحقا - قد خبره وعلمه - في أكبر المناظرات التي حدثت في التاريخ الحديث - مساعد القس فندر- وهو القس فرنج - ساعة المناظرة الصغرى التي دارت في بيته قبل المناظرة الكبرى فهل لم يخبر القس فرنج القس فندر بذلك؟ !
من هذا المنطلق، رأيت أن أبدأ في عرض الموضوع من زاوية أخرى لعلها جديدة. أرى أن أتناول بالتحليل والمقارنة منهج كليهما في نقد الكتب المقدسة - محاولا - أن أضع يدي على صيغة ومنهج جديد متواضع، تكون مقبولة عند عامة الناس.
إن هذا البحث لا يناقش المناظرة كما تم بحثها من قبل، حيث كانت هناك محاولات عديدة في هذا الشأن، لكن الجديد الذي أقدمه هو التوصل إلى إبراز منهج كل من الشيخ رحمت الله الهندي والقس فندر، ثم وضع نتائج هذا التصور - بعد المقارنة بينهما- على أساس منهج علمي، واضح، وثابت، عند المناظرات. هذا يستلزم دراسة كتب كل منهما، بالتفصيل والتحليل الدقيق؛ للتوصل إلى وضع قواعد علمية؛ والتي بإمكان تحصيل مدعيها من المتحاورين طريقة مشروعة لإلزام خصمه. وفي الختام، أدعو الله بالتوفيق والسداد في الأمر، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
لتعريف عنوان الرسالة أبدأ فيه بتعريف عبارة "منهج دراسة الأديان" والذي هو طريق دراسة الدين عند كل من الشيخ والقس، ومقارنة خصائص كل منهما - بعد الاستقراء
1 / 8
والتحليل -؛ لاستنباط النتائج اللازمة للإفادة والتطوير، وبهدف التعرف على المشكلات والعقبات؛ لتفاديها لاحقا.
لاشك أن علم مقارنة الأديان قد حقق نتائج باهرة تجعلنا في موقف أفضل من القرون السابقة؛ حيث ظهرت كثير من الأبحاث والدراسات والمخطوطات المحققة كلها تجعلنا أكثر دقة في الحكم، وأكثر اقترابا من فهم ما يدور حول العقائد والأديان، لعل في مقدمتها التساؤل عن أي العقائد والأديان أحق بالاتباع؟، وتزداد أهمية السؤال إذا عرفنا أننا نعيش عصر العقائد الدينية بعد فشل الأيديولوجيات (١).
إن تجربة الشيخ رحمت الله والقس فندر كانت في الهند! فكانت التجربة بين دينين؛ بين كل من الدين الإسلامي والدين المسيحي، هذا إلى جانب أن كليهما قد تأثر بأديان الهند الأخرى تأثرا كبيرا.
إن اهتمامنا بأديان الهند يرجع إلى أن: أديان الهند كانت معينا تسربت منه ألوان من الأفكار فوجدت طريقها بين معتقدات المسيحيين والمسلمين، فالشعار المسيحي "تثليث في وحدة ووحدة في تثليث" منحدر من الهندوسية، وكانت البوذية أهم مصدر اقتبست منه المسيحية كثيرا من مبادئها ...، وقال بعض المسلمين بالتناسخ ووحدة الوجود تأثرا بثقافة الهند (٢).
ولقد انصب البحث على التحليل والمقارنة بين شخصيات أساسية دار عليها البحث، وشكلت محوره الأساسي، وعلى شخصيات تابعة؛ للمقارنة، وتسجيل نقاط الالتقاء والافتراق أو الأصالة والحداثة.
اتجاهات دراسة الأديان:
توجد عدة اتجاهات في دراسة الأديان هي:
١ - تاريخ الأديان: يدرس تاريخ نشأة الدين وتطوره وتأثيره في المجتمع الإنساني ... الخ
٢ - فلسفة الأديان: الأسس والمبادئ التي يستند إليها الدين من عقيدة وشريعة، وأخلاق ومعاملات، ومن أهم المباحث في هذا القسم مسائل ما وراء الطبيعة التي تسمى على لسان الدين: موضوع الألوهية.
٣ - مقارنة الأديان: يدرس الخصائص والمميزات لكل دين؛ لغرض المقارنة فيما بينها (٣).
بالنسبة لمقارنة الأديان هناك من يرفض تلك التسمية؛ حيث يعده تزويرا علميا نادت به فئات خبيثة لتضلل شبابنا الإسلامي، ولتفسح لثقافة دينها المعوج المنحرف ... وفي ماليزيا تم
_________
(١) د. مصطفى حلمي، الإسلام والأديان (الاسكندرية: دار الدعوة، ط ١، ١٩٩٠ م)، ص ١٥.
(٢) أحمد شلبي، المسيحية (القاهرة: مكتبة النهضة المصرية، ط ١٠، ١٩٩٨ م)، ص ٢٨٢ وما بعدها (بتصرف يسير).
(٣) محمد ضياء الدين الأعظمي، دراسات في اليهودية والمسيحية وأديان الهند، (الرياض: مكتبة الرشد، ط ٢، ٢٠٠٣ م)، ص ١٨ وما بعدها (بتصرف).
1 / 9
إلغاء المادة وعوض عنها بدراسات في أقوال المسيحيين الذين أسلموا مثل ايتين دينيه ... كما أن الحيدة العلمية كانت بغرض خديعة الشباب المسلم ليخلل من دينه - كتمرين لهم على التعود على خلع ثياب الدين (١).
كذلك يرى البعض أن علم مقارنة الأديان بهدف الرد على دين بعينه يخرج من دائرة المقارنة إلى دائرة المنهج الجدلي وعلم الكلام إلا أنه لا يمكن تصور المقارنة دون وجود جدل ديني وردود نقدية.
وبصرف النظر عن الآراء المختلفة في علم مقارنة الأديان، فلقد عملت على الاستفادة من علوم الغربيين وآرائهم، ومن وجهة نظرهم- كما فعل رحمت الله ومساعده د. وزير خان في المناظرة - في هذا العلم على المقارنة بين الدينين بعد التحليل والاستقراء، مع التزام الحيدة العلمية المطلوبة؛ لإقامة الحجة وإظهار الحق، غير أني أعتقد أن الرأي الرافض للتسمية هو من قبيل من يعتقد - كمسلم - أنه يقارن دينا بدين فعلا وليس من مقارنة دين بأقوال منسوبة؛ حيث إن هذا العلم حقيقة يناقش كل شخص من حيث ما يعتقده هو وليس العكس؛ فهو بذلك يعد علما للمقارنة من منظور " الآخر " وليس " الأنا ".
وقد حاولت في هذا البحث دراسة الخصائص والمميزات لكل من الإسلام والمسيحية - في إطار تحليلي- لأهم القضايا المثارة فيما بينهما والتي تعرضت لها كتب الشيخ والقس ومن خلال المناظرة؛ بغرض المقارنة، واستخلاص النتائج، وتقديم المقترحات اللازمة.
وأما عن كلمة " منهج " فهي من مادة (نهج) فالْمِنْهَاجُ: الطَّرِيقُ الْوَاضِحُ، وَ(نَهَجَ) الطَّرِيقَ أَبَانَهُ وَأَوْضَحَهُ، وَ(نَهَجَهُ) أَيْضًا سَلَكَهُ (٢)، وقد اخترت الطريقة التحليلية المقارنة لعقد مقارنة بين الشيخ والقس في منهجهما النقدي الجدلي؛ حيث إن أفضل طريق للإنصاف، وعدم التحيز، هو التحليل المبني على الاستقراء ثم المقارنة فالاستنباط.
كما ركزت في أهداف هذا البحث على الموضوعات الخمسة المثارة بين القس والشيخ في التحريف والنسخ والتثليث والنبوة والقرآن، ومن خلال العرض المنهجي لكل منهما. كما يسهم البحث في مواجهة حركات التبشير والتي اتسعت دائرتها ولم تقتصر قط على النقاش بل أصبح هناك أكثر من قناة فضائية تؤسس لذاك المنهج.
حاولت إبراز منهج جديد في التعامل؛ حيث إن منهج المسيحيين في تغيير العقيدة عند المسلمين تمثل في:
- الحروب كالحروب الصليبية وما شابهها.
- الطريقة السلمية وقد انقسمت إلى عدة أقسام:
• التغيير بشرح العقيدة النصرانية للمسلمين كأمثال: الدكتور كلينتون.
• التغيير بإخراج المسلمين من عقيدتهم كمثل: الدكتور صموئيل زويمر.
_________
(١) انظر: متولي شلبي، أضواء على المسيحية، (بيروت: منشورات المكتبة العصرية، [د. ط]، ١٩٧٥ م)، (الكويت: الدار الكويتية للنشر والتوزيع). (متولي شلبي: مبعوث الأزهر في أندونيسيا). ص ١٦٢ وما بعدها.
(٢) محمد بن أبي بكر بن عبد القادر الرازي، مختار الصحاح، باب النون، مادة نهج.
1 / 10
• التغيير بتشكيك المسلمين في دينهم مثل: ريموند لول.
وسنعرف بكل شخصية من هذه الشخصيات لاحقا، أما الطريق الإسلامي فيتمثل في التغيير السلمي فقط فيكون عبر شرح العقيدة الإسلامية أو إثارة الشبهات حول دين النصارى، أما الحروب فكانت لتقوية شوكة المسلمين ضد التهديدات الخارجية.
إن الإسلام لا يسعى إلى تغيير العقائد بالقوة والدليل قوله تعالى: فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر .. لكم دينكم ولي دين .. ويخير الناس في الحرب بين الإسلام أو الجزية؛ نظير عدم اشتراكهم في الحرب والدفاع عن أنفسهم.
إن تعرضي في الحديث عن بعض الشخصيات مثل: شخصية ابن تيمية وريموند لول هو قوة التأثير وتحريك العالمين الإسلامي والمسيحي، ووضع أسس يسير عليها من تبعهم كما سبقهم في ذلك ابن حزم والدومينكان والفرنسيسكان كأهم مؤسسي هذا المنهج، ولكني أردت التعرض لمن لهم أكبر قوة محركة ومنهج محدد يسير عليه من خلفهم. أما اختياري لشخصية ديدات وكذلك شخصيات مثل: زويمر وكلينتون وغيرهما فتنبع من نتائج التأثر برحمت الله وفندر كمرحلة وسيطة بين من سبقهم ومن لحقهم، والذين كان لهم تأثير واضح في مناهجهم.
مشكلة البحث
فبعد المناظرة التي حدثت - بين الشيخ رحمت الله والقس فندر- وماترتب على ذلك من إصدار الكتب؛ لمعالجة الموضوعات التي تمت في المناظرات، وما سبق المناظرة من تمهيدات وإصدار كتب حول هذا الموضوع، توقعت أن تلقى قبولا من جماهير النصارى شرقا وغربا، وتحدث ثورة كبيرة في هذا الموضوع، لكن للأسف قام القس فندر بقلب الحقائق، وأظهر أنه الفائز في تلك المناظرة، إلى أن طلب الخليفة العثماني من الشيخ رحمت الله بإصدار كتاب يبين فيه حقيقة ما حدث، فأصدر كتابه المعروف "إظهار الحق".
والواقع اليوم في الغرب أن هذا الكتاب وتلك المناظرة، كان من الممكن أن يحدث تأثيرا أكبر في الناس؛ إذا ما عولجت موضوعاته بشكل أدق وأبرز فيه مواطن الضعف؛ ليتم تجنبها، وذلك من خلال تحليل منهج كل من الشيخ والقس في كتبهما وفي مناظرتهما.
بالإضافة إلى أن بعض المستشرقين ينظر للموضوع من زاوية أخرى، ينظرمن ناحية الشكل لا المضمون، باعتبار أن المسلمين طوروا أساليب حديثة للدفاع عن عقيدتهم ومهاجمة العقائد الأخرى، غير ناظرين إلى حقيقة الموضوع وصلبه، وإلى طلب الحق، تاركين كل هذا الحق؛ بالنظر إلى الشكل لا الجوهر.
هذا يستلزم - في رأيي- تطوير القواعد والشروط الإجرائية في المناظرات، لتطوير النموذج الحواري وتوسيعه وتدقيقه؛ لكي يستوعب الكثير من جوانب المناظرة. إن فكرة وجود شروط وقواعد أهم من القاعدة في حد ذاتها؛ حيث تعمل الفكرة على ضبط الموضوع المتناظر حوله ووضع الأمور في نصابها الصحيح. بل في الإمكان أن يبنى تصور للمناظرة نفسها يكون أوسع وأشمل مما عرفه إلى حد الآن منظرو الحوار الإسلامي؛ فقد يتصور أن
1 / 11
يشارك فيها أكثر من متناظرين وأن تتنوع دعاويهم ووظائفهم، وقد يعين مذاهبهم وغاياتهم ومعتقداتهم، وتصورات بعضهم عن بعض، والزمن الذي تستغرقه المناظرة بينهم، وقد يجعل الغلبة مراتب، فيحدد درجة غلبة كل من المتناظرين في كل مستوى من مستويات المناظرة، وسوف يمكننا هذا من جعل الخطاب متميزا وتكون نقطة انطلاق بحثية لعلم جدلي حديث.
فروض البحث
١ - تحتاج الجوانب الإجرائية في المناظرات وكذلك القواعد الجدلية إلى تطوير، الأمر الذي يؤدي بدوره إلى التأثير الايجابي في طريقة وعمل وأداء المناظرة، كذلك تطوير في طرق عرض وتقديم الكتب العلمية؛ للرد على المخالفين.
٢ - هناك ملامح خاصة تميز بها كل من منهج الشيخ رحمت الله والقس فندر عن غيرهما، بالإضافة إلى البيئة والزمان الذان كانا فيه؛ أدى ذلك لزيادة الاقبال إلى التعرف عليهما.
٣ - سار الشيخ رحمت الله وفق القواعد العامة الجدلية المسلمة منطقيا، في حين لم يسر عليها القس فندر؛ أدى ذلك إلى تراجع القس فندر أمام الشيخ رحمت الله الهندي.
التساؤلات البحثية
١ - لماذا لم يعتمد النصارى تجربة الشيخ رحمت الله والقس فندر في المناظرة قديما سبيلا لإقرار الحق؟، ولماذا ينظر إليها حديثا من جهة الشكل لا المضمون؟ .
٢ - هل تطورت الطرق والأساليب الحجاجية - عند الشيخ والقس- عن طرق وأساليب سابقيهم، وفق القواعد المنطقية الجدلية؟ .
٣ - هل حدثت تطورات في الطرق والأساليب الحجاجية، وفي القواعد الجدلية، والشروط الإجرائية، بعد هذه المناظرة الكبرى؟ .
٤ - هل يستلزم الأمر إحداث تطوير في مناهج البحث في الأديان من الناحية الهيكلية والوظيفة الأساسية؟ أو هل يستلزم الأمر وجود قواعد منطقية جدلية حديثة، وقواعد إجرائية مناظراتية حديثة؛ تحدث تأثيرا وتجديدا في علم الكلام أو بمعنى آخر في علم النظر والاستدلال؛ حيث يسلك المتكلم - بعد تعقل أصول العقيدة - سبل الاستدلال والاقناع بطرق مخصوصة، يعتقد أنها قادرة على الظفر بالشيء المخصوص محل النظر؟ .
٥ - ما سر التمسك بنشر كتاب ميزان الحق وعدم نشرالرد عليه ككتاب إظهار الحق حتى الآن؟
1 / 12
المنهج
• من خلال عرض الموضوع، يتبين أن المنهج المستخدم في هذا الموضوع هو المنهج التحليلي المقارن في دراسة الأديان لكل من الشيخ رحمت الله الهندي والقس فندر في نقد الكتب المقدسة، ولا تخلو الدراسة من توجيه النقد أحيانا نظرا لطبيعة ما تتناوله الدراسة من منهج جدلي نقدي.
• مقارنة الجوانب الإجرائية في المناظرات بين ما تم قديما وما يتم حديثا؛ محاولة لتطويرها بالشكل اللازم.
o يتم الاستفادة مما سبق بحثه، وعن طريق تحليل أهم المناظرات - مناظرة الشيخ والقس - في الكتابات القديمة والحديثة وتحديد أهم ملامح منهجهما؛ في تحديد مواضع التطويروالإضافة عند الشيخ والقس، كذلك دراسة ما يستلزم عمله من تطوير وتحديث في الوقت الحالي.
• تم دراسة هذا الموضوع من قبل من جوانب عدة، لكن الجديد في هذا الموضوع هو:
o ما ذكر سابقا من محاولة تطوير الجوانب الإجرائية في المناظرات، ومن خلال تحليل كل من منهج الشيخ والقس.
o استعراض أهم المناظرات الحديثة، ومقارنة القديم بالحديث؛ لتسجيل نقاط التحديث والتطوير.
o ربط الدراسات السابقة بعضها ببعض وكذلك الشخصيات السابقة واللاحقة، والاستفادة منها؛ لوضع تصور حديث عن المنهج الجدلي في دراسة الأديان والذي ينبع أساسا من القرآن، وتسجيل نقاط الالتقاء أو الاختلاف، ومحاولة إرساء فكرة وجود قواعد جديدة في المناظرات.
o تخلو الدراسات العربية من دراسة هذا الموضوع على هذا النحو وهذا الشكل.
o محاولة استيفاء ما كتبته جميع المراجع الأجنبية عن القس فندر.
كيفية الكتابة وعرض الموضوع
• أقدم تعريفا للمصطلحات التي تحتاج إلى بيان.
• توثيق القضايا العلمية من مصادرها الأصلية قدر الإمكان، مع الإحالة إلى أكبر قدر ممكن إذا دعت الحاجة.
• الدلالة على مواضع الآيات القرآنية، وذلك بذكر اسم السورة ورقم الآية.
• تخريج الأحاديث النبوية الواردة في البحث من مصادرها المعتمدة، فإن كان الحديث في الصحيحين أو أحدهما أكتفي به في التخريج وإلا خرجته في كتب السنة الأربعة أو غيرها إن تيسر.
• التعريف بما يتطلب المقام التعريف به من أعلام ومصطلحات وفرق وغير ذلك.
• التعليق على المواطن التي تحتاج إلى إيضاح، أو تنبيه، أو ربط أمر سابق أو لاحق.
• تذييل البحث بفهارس لتيسير الاستفادة منه وهي:
1 / 13
o فهرس الآيات القرآنية والأحاديث النبوية والآثار.
o فهرس الأعلام المترجم لهم.
o فهرس مراجع البحث.
o فهرس محتويات الرسالة.
أسباب اختيار الموضوع
١ - أرى ضرورة الدراسة المتعمقة لمنهج كليهما، وليست الدراسة السطحية مثل التي قامت بها د. كريستين وأمثالها في الغرب. هذه الدراسة لإبراز الحق سواء باستخدام التقنيات الحديثة أو بدونها؛ فالتقنيات الحديثة لن تغير مسار الحق أبدا بل تثبته.
٢ - أهمية العصر الذي ظهر فيه الشيخ رحمت الله حيث كان حافلا بالأحداث التي مرت على الإسلام والمسلمين في العصر الحاضر.
٣ - مقاومة رحمت الله للنصرانية المتمثلة في حملات التبشير في تلك الفترة باليد واللسان والقلم، مناقشا النصارى في المسائل الخمس: التحريف، والنسخ، والتثليث، وحقيقة القرآن، ونبوة سيدنا محمد ﷺ؛ فهي من أهم المسائل في بابها، وأثبت أن التوراة والإنجيل مليئة بالاختلافات والتناقضات.
الأهمية
١. الاستفادة من منهجية الشيخ في المناظرة، والردود على المخالفين، من حيث اعتماده على خطة الهجوم عوضا عن الدفاع، مع تجنب البحوث الدقيقة التي لا فائدة من بحثها، وطرح المسألة على العقل السليم، والذوق الصحيح، في لين وسماحة مع المخالف، مع استخدام أسلوب الإقناع، وذلك كله للإفادة في دراسة عملية التطوير المذكورة؛ حيث وضع قواعد منهجية حديثة عند المناظرات.
٢. الأثر الذي تركته مؤلفات الشيخ رحمت الله على من جاء بعده من المؤلفين والمناظرين أمثال أحمد ديدات وغيره.
هدف الدراسة
دراسة ومعالجة منهج قديم بأسلوب حديث للإفادة في عملية التطوير، ودراسة كل من تأثر بالشيخ والقس، كذلك كل من كتب في هذا الموضوع من شيوخ الهند.
1 / 14
الجديد في البحث
إبراز الجوانب في منهج كل من الشيخ والقس والتي مازالت مهملة، والتحقق من صحة إرساء القواعد قبل المناظرة، وكشف الحجج عن بعض المفاهيم الخاطئة، وإعادة صياغة منهج مقترح جديد بعد المقارنة بين المعلومات المتناقضة أو المتشابهة لكلا المنهجين.
الدراسات السابقة
سبق دراسة هذا الموضوع من زوايا مختلفة، لكن كل الدراسات تناولت في أغلبها جهود الشيخ رحمت الله الهندي في الدفاع عن العقيدة، والتصدي للنصرانية، ولكنها لم تتناول دراسة منهجية متعمقة مقارنة لكل من الشيخ رحمت الله الهندي والقس بفندر من خلال مؤلفاتهما ومن خلال ما كتب عنهما وخاصة القس فندر. تلك هي الدراسات السابقة:
١ - جهود الشيخ رحمت الله الهندي في الدفاع عن العقيدة، السيدة / عالية صالح سعد آل القرني، رسالة ماجستير، كلية الدعوة وأصول الدين - جامعة أم القرى بمكة المكرمة - عام ٢٠٠٥ م، اشراف أ. د. محمود محمد محمود مزروعة. قامت الباحثة بالتعرض للمسائل العقدية التفصيلية للشيخ رحمت الله الهندي.
٢ - الحوار المثمر مع القس بفندر حول صفات النبي المنتظر، السيد / عثمان القطعاني، منشور دار الإيمان بالإسكندرية عام ٢٠٠٠ م. قام المؤلف بنقل رأي فندر من كتابه ميزان الحق والذي يمثل في رأيه رأي علماء النصارى في تفسيرهم للبشارات، ثم نقل وجهة نظر علماء المسلمين.
٣ - المناظرة الكبرى بين العلامة الشيخ رحمت الله والدكتور القسيس بفندر، تحقيق: د. محمد أحمد عبد القادر ملكاوي، رسالة دكتوراة، كلية أصول الدين - جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض عام ١٩٨٢ م. قام الباحث بعرض المناظرة الكبرى بين الشيخ رحمت الله والقسيس فندر وتحقيقها نصا ودراسة مع ضبط نصوصها ونتائجها مع التمهيد بمقدمة عن بلاد الهند سياسيا ودينيا والتعريف بالشيخ رحمت الله وجهوده في مقاومة التنصير إجمالا، دون التعرض للمسائل العقدية التفصيلية.
٤ - بشرية المسيح ونبوة محمد ﷺ في نصوص كتب العهدين: تأليف / محمد أحمد عبد القادر ملكاوي، وهو القسم الثاني من كتاب المناظرة الكبرى. ناقش فيها الباحث القضايا التي لم يتم مناقشتها في المناظرة بعد انسحاب فندر من المناظرة، قام بإتمام تلك القضايا من كتاب إظهار الحق وهي: (مناقشة النصارى في (دعوى التثليث وألوهية المسيح، إنكارهم أن القرآن الكريم كلام الله تعالى، إنكارهم نبوة محمد ﷺ بنصوص كتب العهدين»
1 / 15
٥ - إظهار الحق: للشيخ رحمت الله الهندي، تحقيق: محمد أحمد عبد القادر ملكاوي. قام المحقق بجمع نسخ كتاب اظهار الحق المطبوعة والمخطوطة والمقروءة - على الشيخ قبل وفاته وقام بتصويبها - بعد العثور على نسختين ذهبيتين بخط المؤلف. جاء في مقدمة تحقيقه: التعريف بشبه القارة الهندية، وبالشيخ، والكتاب، وظروف تأليفه، والتعريف بكتاب ميزان الحق - لفندر- مع التعريف بمؤلفه، دون التطرق لدراسة المسائل العقدية التي ناقشها الشيخ في مصنفاته ضمن جهوده في الدفاع عن العقيدة.
٦ - رحمت الله الهندي وجماعته وجهودهم في مواجهة الحملات التبشيرية (التنصيرية)، لعبد الخالق بن محمد سعيد، رسالة دكتوراة، مقدمة إلى قسم الدعوة والثقافة الإسلامية، كلية أصول الدين - جامعة الأزهر، عام ١٩٩٢ م. ركزت هذه الدراسة على التنصير في شبه القارة الهندية، وموقف علماء المسلمين من ذلك ومنهم الشيخ رحمت الله، فقد تناول البحث عن حياته، وجهاده، ومناظراته، ومؤلفاته (منهج تاريخي).
٧ - رحمت الله الهندي: جهوده في الدعوة الإسلامية ورده على المخالفين، السيد / عبد الله محمد علام، رسالة دكتوراة، مقدمة إلى كلية أصول الدين - جامعة الأزهر عام ١٩٧٩ م. تناول البحث بالإضافة إلى حياة الشيخ الشخصية والعلمية النقل لمناظرات الشيخ بمنهج تاريخي وما جاء في كتاب إظهار الحق من مسائل دون تعليق أومناقشة.
٨ - Christine Schrimacher، The Islamic view of Major Christian teachings - ٢٠٠٨ .Schrimacher،born ١٩٦٢ (MA in Islamic studies ١٩٨٨، Dr.Phil in Islamic studies ١٩٩١). Presently she is Professor of Islamic studies of Protestant university in Leuven / Belgium and Director of the Institute of Islamic studies of German Evangelical Alliance as well as an official speaker and advisor on Islam for the World Evangelical Alliance (WEA) نظرة الإسلام في العقائد المسيحية الأساسية.
٩ - أسلوب المناظرة في دعوة النصارى إلى الإسلام، رسالة دكتوراة من الباحث / ابراهيم بن صالح الحميدان، مقدمة لكلية الدعوة والإعلام بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ١٩٩٤، وتشمل دراسة تحليلية تقويمية ميدانية مفصلة للمناظرات التي جرت في أمريكا الشمالية في الفترة من ١٤٠٠ هـ إلى ١٤١٠ هـ.
١٠ - الحوار الإسلامي المسيحي (المبادئ - التاريخ - الموضوعات - الأهداف)، رسالة ماجستير من الباحث / بسام داوود عجك، ١٩٩٣، سوريا، وشملت الدراسة مسحا شاملا لتجارب المسلمين في الحوار الإسلامي المسيحي قديما وحديثا مع القاء الضوء على الحوارات التي تمت في القرن الماضي من ١٩٠٠ إلى ١٩٨٩ م.
1 / 16
ونظرا لقصور الدراسات عن تناول المقارنة المنهجية التحليلية والنقدية بين كل من فندر ورحمت الله من خلال كتبهم ومؤلفاتهم وما كتب وقيل عنهم، رأيت من المناسب دراسة هذا المنهج للتوصل إلى شكل منهج علمي سليم.
الموضوع
الموضوع يشتمل على مقدمة وأربعة فصول ونتائج وخاتمة وأتناول من خلال الفصول عرض وتحليل ومقارنة المنهج عند كل من الشيخ رحمت الله وفندر بادئا بالتعريف بهما، وتشتمل الفصول على عدة مباحث. أما المقدمة فأتناول فيها الأسباب التي حملتني على اختيار هذا الموضوع والدراسات السابقة والخطة التي أسير عليها ومنهجي في البحث. والخاتمة أتناول فيها النتائج التي أتوصل إليها - من خلال المقارنة والتحليل - ومن خلال الدراسة والبحث - ثم التوصيات والمقترحات.
صعوبات البحث
١ - الحصول على جميع النسخ لمؤلفات الشيخ والقس؛ حيث إما إنها مفقودة، أو مكتوبة بلغات لا يعرفها الباحث، أو منشورة في بلدان يصعب منها الحصول عليها أو غير منشورة.
٢ - استخراج القواعد المنطقية التي يتفق عليها الطرفان، قد استلزم جهدا، ووقتا؛ لقراءة القضايا المثارة في كتبهما- بتركيز- ولأكثر من مرة، وعلى فترات مختلفة، قصيرة أو متباعدة.
1 / 17
الفصل الأول
"التعريف بالشيخ رحمت الله والقس فندر"
1 / 18
تمهيد
يعرض الفصل الأول من ذلك البحث مقدمة عن أوضاع الهند في فترة الشيخ والقس، كذلك نبذة وتعريف بكل منهما، وأعمالهما، والبيئة المحيطة، وظروف المناظرة بينهما، كما يعقد مقارنة بين كل من سبق ولحق بالشيخ والقس؛ حيث يضع البحث بين يدي القارئ تصورا دقيقا عن مدى قوة وتأثر منهج الشيخ مقارنة بمن سبقه وبمن لحقه، وهل أثر في من أتى بعده أم لا؟ وهل تأثر بمن سبقه أم لا؟، كذلك الحال بالنسبة للقس، محاولا التعرف فيه - كذلك - على تاريخ التنصير، وتاريخ المناظرة، في شبه القارة الهندية على وجه الخصوص، وفي التاريخ على وجه العموم.
فيتعرض المدخل لمساحة الهند الممتدة الشاسعة، ووفرة مواردها النسبية، وعدد سكانها الكبير، كذلك انتشار الإسلام فيها الذي أغرى الاستعمار للسيطرة عليها، كما تعتبر تلك الفترة من أهم فترات المواجهة بين الإسلام والمسيحية، وكما ساعد انتشار التصوف المغالي، وساعدت الآراء الفلسفية، على بناء حواجز حقيقية لفهم الإسلام، ودوره الحقيقي. امتد الدور التنصيري - في بلاد العالم الإسلامي - مناصرا وداعما للاستعمار والحروب الصليبية.
يتعرض المبحثين الأول والثاني لحياة الشيخ رحمت الله الهندي الحافلة بالعطاء والتعلم والتعليم والتي شملت الرد على الاستعمار الصليبي والتنصير كليهما باليد واللسان والقلم، ثم التعرض لحياة القس فندر وأهم أعماله، وفي الختام سيتم عرض حياة القس فندر كاملا في ترجمة له عن الدكتور كلينتون الأستاذ بالجامعات الإنجليزية، والذي يحكي فيها عن نشأته ومنهجه وأعماله وتقييمه لدوره. ويتبين من خلال تلك المباحث خطورة كتاب " ميزان الحق " شرقا وغربا وجهود فندر في ترجمة كتابه ذلك ومناظرة المسلمين فيه.
يركز الفصل التالي على خطورة التنصير، ودوره في تحويل بعض المسلمين، وزعزعة الكثيرين من الإسلام إلى النصرانية؛ حيث يعد التنصير أحد الأجنحة التي تتلاقى مع الاستعمار في أهدافه وغاياته وقد تعاون في خدمة الحروب الصليبية والاستعمار الأوروبي للوطن الإسلامي تعاونا كبيرا، كما يعد التنصير الوجه الآخر للاستعمار والبديل الآخر له.
من الواضح أن التنصير لا يفرق بين دين وآخر فكل شيء ينظر إليه من جانب التنصير بعين الاستئصال فإما معه أو ضده. سنفصل الحديث عن التنصير والمؤسسات التنصيرية في المباحث التالية -إن شاء الله تعالى- تحت مبحث المقارنة بين فندر وسابقيه ولاحقيه.
يلي ذلك التعرف على تدرج المناظرة بدءا من بداية عصر الرسول ﷺ وحتى الآن مرورا بابن تيمية الذي يعد من أوائل من أصل قواعد لمناظرة أهل الكتاب وغيرهم معتمدا في ذلك على العقل والنقل معا. إن المناظرة مع النصارى كانت ولا تزال من أبرز المناظرات التي تحدث في مجال الدعوة.
1 / 19
تطورت المناظرة في العصر الحديث وبدأت تتشكل قضايا الحوار بين المسلمين وأهل الكتاب بشكل أكثر وضوحا، وزيدت فيها موضوعات جديدة: كقضية المرأة، والصلب، والنجاة، والمغفرة.
وقد أرسى القرآن الكريم طرقا لمجادلة أهل الكتاب منها: السبر، والإسجال، وغيرهما.
ونتبين من هذا المبحث غلبة جانب نقد النصرانية من خلال كثرة عدد القضايا التي تعالج قضايا في الديانة النصرانية في مقابل عدد القضايا التي تعالج قضايا في الإسلام، وتفوق الطرف الإسلامي في طرق الاستدلال، وغلبة إنشاء القضايا لدى الطرف النصراني - من قِبله - مقابل إنشاء القضايا لدى الطرف الإسلامي - من قِبله - وأن نقد الطرف الإسلامي للمعتقدات النصرانية أكثر من نقد الطرف النصراني للمعتقدات الإسلامية، وأن هناك آداب حال التناظر يجب مراعاتها، وأن نقد الطرف الإسلامي للمعتقدات النصرانية أكثر من نقد الطرف النصراني للمعتقدات الإسلامية، وهناك طرق متعددة وأساليب مختلفة تستمد من القرآن الكريم في باب الجدل.
كما يتم التعرف - كما ذكرت - على كل من سبق رحمت الله: كابن تيمية، أو من لحقه: كأحمد ديدات، كذلك من سبق فندر من: منظمات تنصيرية أو مبشرين، أو من لحقه منهم، ثم أختم بأقوال وآراء العلماء حولهما، أو بسرد طائفة من العلماء في تلك الفترة.
1 / 20
مدخل
تقع دولة الهند جنوبي آسيا، وهي ثانية أكبر دولة سكانا في العالم. تتباين الهند من حيث الأرض والسكان إلى عدة مجموعات عرقية ودينية، ويتحدثون لغات ولهجات مختلفة. ويتفاوت السكان تفاوتا كبيرا من حيث مستوى المعيشة والثراء والفقر والتعليم. بقيت الهند مستعمرة بريطانية منذ القرن الثامن عشر الميلادي إلى أن نالت استقلالها عام ١٩٤٧ م. يتحدث سكان الهند ١٤ لغة رئيسية وأكثر من ألف لغة ولهجة محلية ... وتعتبر اللغة الهندية لغة البلاد الرسمية بجانب اللغة السنسكريتية و١٣ لغة إقليمية أخرى، كما تعد اللغة الإنجليزية لغة رسمية على مستوى أنحاء الهند المختلفة (١).
وهي بلاد شاسعة يحدها من الشمال سلسلة جبال الهملايا ومن الغرب جبال هندكوش وسليمان حيث تقع أفغانستان وإيران ثم تمتد الهند إلى الجنوب في شبه جزيرة يقع بحر العرب في غربها، وخليج البنغال في شرقها، وسيلان في طرفها الجنوبي، ويتجه الإقليم الشمالي منها إلى الشرق حتى جبال آسام (٢).
تعتبر الهند من الأمم ذات الحضارة القديمة بحيث تزامل في حضارتها حضارات مصر وبابل وآشور واليونان ... وقد كانت مساحة الهند الواسعة وتعرضها للغزاة - الذين وفدوا عليها من الغرب - سببا في اختلاف الناس، كذلك في الأجناس التي ينتسبون إليها ... وتعد الهندوسية أقدم الأديان في الهند تليها البوذية التي انتشرت قبل الميلاد بنحو خمسمائة سنة ثم الإسلام ثم السيكية ثم المسيحية التي بدأت تنتشر في الهند مع بعثات الغرب التجارية وبعد دخول الإنجليز واهتمامهم بنشرها وهي في الجنوب أكثر من الشمال (٣).
بدأ الإسلام ينتشر في الهند منذ أن فتح محمد القاسم الثقفي (٤) السند، وعندما أعلن الخليفة عمر بن عبد العزيزأن كل من يعتنق الإسلام له الحقوق نفسها التي للعرب اعتنقت بعض القبائل الهندية الإسلام، ولكن معظمها عاد لمعتقداته القديمة بعد سقوط الدولة
_________
(١) الموسوعة العربية العالمية، مجموعة من العلماء والباحثين [د. إبراهيم القرشي عثمان، د. صالح معيض الغامدي، د. عبد الرحمن الشمراني، د. خليل أحمد خليفة]، (الرياض: مؤسسة أعمال للنشر والتوزيع، ط ٢، ١٩٩٩) مج ٢٦، ص ١٢٧ (بتصرف).
(٢) عبد المنعم النمر، تاريخ الإسلام في الهند، (بيروت: المؤسس الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع، ط ١، ١٩٨١ م)، ص ١٨.
(٣) المرجع السابق، ص ٣١، ص ٤١، ص ٤٥ (بتصرف يسير).
(٤) (نحو ٦٢ - ٩٨ هـ/٦٨١ - ٧١٧ م) محمد بن القاسم بن محمد بن الحكم بن أبي عقيل الثقفي، فاتح السند وواليها، من كبار القادة، ومن رجال الدهر في العصر المرواني، كان أبوه والي البصرة للحجاج، وقد ولى الحجاج محمدًا ثغر السند في أيام الوليد بن عبد الملك، وكان يومئذ يقيم ببلاد فارس، وأمره أن يسير إلى الري وعلى مقدمته أبو الأسود جهم بن زحر الجعفي، وجهَّز الحجاج معه ستة آلاف مقاتل من جند الشام، وجموعًا أخرى كثيرة غيرهم، وجهزه بكل مايحتاج إليه حتى الخيوط والمسال، وأمره أن يقيم بشيراز حتى يتوافى إليه أصحابه، ويوافيه بما أعده له، وعمد الحجاج إلى القطن المحلوج، فنُقع في الخل البكر ثم جُفف في الظل، وأمرهم بنقعه في الماء واستخدامه في الطبخ والاصطباغ. المرجع السابق مج ١٨ ص ١٠٦.
1 / 21
الأموية. سجل بروز غزنة (١) في عهد السلطان محمود الغزنوي (٣٨٨ - ٤٢١ هـ/٩٩٨ - ١٠٣٠ م) بدء عهد جديد في تاريخ الإسلام في الهند، ولكن النمو الحقيقي للمجتمع الإسلامي في الهند حدث عندما سيطر الغوريون على شمالي الهند، وفي عهد سلاطين دهلي، وعندما بدأ محمد بن تغلق (٧٢٥ - ٧٥٢ هـ) بمحاولات للسيطرة على الدكنكان تمهيدا لنشر الإسلام فيها فأخذ يشجع العلماء والأولياء على الانتشار في مناطق مختلفة في الجنوب فاعتنقت الإسلام قبائل كثيرة نتيجة لتأثرهم بالمتصوفة المسلمين، كما أن تعاليم الإسلام التي تنادي بالمساواة، اجتذبت أعدادًا كبيرة من الطبقة الدنيا الهندوسية المنبوذة ... وقد تأثر الفكر الديني الإسلامي في الهند بالمؤلفات الدينية التي دخلتها من الخارج، سواء في التفسير أم الحديث أم الفقه أم التصوف، وعندما دخلت مؤلفات ابن عربي «فصوص الحكم» و«الفتوحات المكية» إلى الهند غدت أفكار ابن عربي وآراؤه شائعة في الأوساط الدينية الإسلامية، وزاد من تأثير فكر ابن عربي بروز الشعر الصوفي في غزنة، وتأليف «المثنوي» لجلال الدين الرومي. فلما دخلت تعاليم ابن تيمية (٢)
إلى الهند عن طريق أحد تلامذته وهو عبد العزيز الأردبيلي بدأ العلماء
_________
(١) الدولة الغزنوية (٣٥١ - ٥٨٢ هـ، ٩٦٢ - ١١٨٦ م). يرجع ظهور الدولة الغزنوية التي سميت بعاصمتها غزنة (مدينة مشهورة في طرف خراسان في حدود الهند) إلى سبكتكين أحد المجاهدين المسلمين، فقد ولاه السامانيون منطقة غزنة، ثم مد سلطانه في الشرق حيث ولاه السامانيون إقليم خراسان عام ٣٨٤ هـ، ٩٩٤ م مكافأة له على قمع الثوار في بلاد ما وراء النهر. الموسوعة العربية العالمية السعودية، مرجع سابق ..
(٢) «هو تقي الدين (٦٦١ - ٧٢٨ هـ/١٢٦٣ - ١٣٢٨ م) أبو العباس أحمد بن عبد الحليم ابن عبد السلام بن عبد الله، ابن تيمية، النميري، الحراني الدمشقي، الحنبلي، تقي الدين الإمام، شيخ الإسلام. اشتهر بابن تيمية لأن جده الأعلى محمد بن الخضر حج، وكانت امرأته حاملًا، فلما كان بتيماء رأى جارية جميلة، ولما رجع إلى حران وجد امرأته وضعت بنتًا، فلما رفعوها إليه قال يا تيمية، يا تيمية، يعني أنها تشبه التي رآها بتيماء. فسمي بها، أو أن جده محمدًا كانت أمه تسمى «تيمية» وكانت واعظة، فنسب إليها، وعرف بها. ونسبته إلى بني نمير تدل على أنه عربي الأصل، والدمشقي لأنه استوطن بدمشق ومات بها، والحنبلي نسبة إلى مذهب الإمام أحمد بن حنبل الذي تفقه عليه، وناصره في الغالب .. وأطلق عليه لقب «شيخ الإسلام» لغزارة علمه، وسعة معارفه، وقيامه بالدعوة، ووقوفه في وجه الأعداء، ولمواقفه المشهورة مع الكفار المعتدين من التتار وغيرهم. والحراني نسبة إلى «حران» وهي البلدة التي ولد بها، بتشديد الراء، مركز ديار مضر (شمال شرقي سورية) بينها وبين الرها يوم، وبين الرقة يومان، قيل هي أول مدينة بنيت بعد الطوفان، كانت منزل الصابئة، وهي مهاجر إبراهيم الخليل ﵇، وهي اليوم في تركية قرب أورفة، وعمرت بعد أن أصابها الخراب على يد التتار ... ولد ابن تيمية بحران وهو سليل أسرة علمية عريقة: معروفة ومشهورة، فوالده شهاب الدين عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد الله (ت ٦٢٧ - ٦٨٢ هـ) كان عالمًا فاضلًا، من كبار فقهاء الحنابلة تفقه بأبيه، وأحكم فروع المذهب، ودرس وأفتى وصنف، وكان إمامًا محققًا في عدة علوم، وتولى مشيخة دار الحديث السكرية بدمشق، وكان له كرسي بالجامع الأموي الكبير يعلم فيه أيام الجمع من حفظه، وتوفي بدمشق، ودفن في مقابر الصوفية. وجده الشيخ مجد الدين عبد السلام بن عبد الله بن محمد بن الخضر (٥٩٠ - ٦٥٢ هـ) حفظ القرآن وسمع الحديث، ورحل في طلب العلم إلى بغداد وأقام فيها بضع سنوات، ثم رجع إلى بلده حران، ثم عاد إلى بغداد، فازدادت شهرته، وصار فردًا في زمانه، رأسًا في الفقه وأصوله، إمامًا من أئمة الحنابلة، وله معرفة كبيرة بالقراءات والتفسير، وصنف عدة مصنفات، منها «التفسير»، و«منتقى الأخبار في أحاديث الأحكام»، و«المحرر في الفقه الحنبلي»، وتوفي ببغداد. وأمه ست النعم بنت عبد الرحمن الحرانية، كانت فاضلة ورعة تقية زاهدة، وكان لها تأثير كبير في تربية ابنها وتعليمه وتشجيعه على الجهاد لإحياء الشريعة ... حفظ ابن تيميه القرآن الكريم في صغره، بدمشق، وبدأ جمع العلوم الشرعية فحفظ الحديث حتى صار حافظًا ومحدثًا، وأول كتاب حفظه «الجمع بين الصحيحين» للإمام الحميدي، وسمع عدة مرات مسند أحمد، وصحيح البخاري، ومسلم، وجامع الترمذي وسنن أبي داود والنسائي وابن ماجه والدارقطني، وذلك على عدة شيوخ، وسمع منه هذه الكتب تلاميذه، وكان يستوعب السنن والآثار. درس الفقه، فتفقه على والده، وعلى كبار فقهاء عصره في دمشق، وكان دون العشرين عندما تأهل للفتوى، فأفتى وله تسع عشرة سنة، واستوعب مذاهب الصحابة والتابعين وآراء المذاهب الأربعة مع الأدلة، كما درس علم أصول الفقه، ووصل إلى درجة الاجتهاد لاجتماع شروطه فيه، فاجتهد واعتمد كثيرًا على الاستدلال بالقرآن والسنة حتى قال ابن كثير: «إنه كان أعرف بفقه المذاهب من أهلها الذين كانوا في زمانه وغيره»، وكان عالمًا باختلاف العلماء، عالمًا بالأصول والفروع. =
1 / 22
المتمسكون بأصول الدين والسلاطين التغلقيون يحاربون الميول الداعية إلى وحدة الوجود، وظهرت مؤلفات فقهية عديدة في القرن الرابع عشر الميلادي تهدف كلها إلى الوقوف في وجه الأفكار الداعية إلى وحدة الوجود ... وقد أثارت رغبة أكبر شاه في وضع ديانة جديدة تجمع بين كل المعتقدات الدينية في الهند مخاوف المسلمين الأصوليين ... وكان الشيخ أحمد سرهندي وهو من أتباع الطريقة النقشبندية من المنتقدين؛ حيث انتقد محاولة " أكبر شاه " في مزج المعتقدات الإسلامية وغير الإسلامية كالهندوسية والبوذية وغيرها في عقيدة واحدة، واستطاع الشيخ أحمد سرهندي أن يجتذب أعدادًا كبيرة من نبلاء المغول إلى جانبه وتمكن عن طريقهم أن يحدث تغييرًا في جو البلاط. في القرن الثاني عشر الهجري/الثامن عشر الميلادي حاول بعض العلماء المسلمين إيجاد تسوية بين الآراء والأفكار المتصارعة التي حدثت في القرن السابق، فكتب شاه ولي الله الدهلوي مقالة بعنوان «فيصلة وحدة الوجود والشهود» حاول فيها أن يبين أنه ليس ثمة اختلاف جوهري بين أفكار ابن عربي والشيخ أحمد سرهندي فكلاهما يعنيان الشيء نفسه، ونجح الجدال الذي احتدم بين العلماء عدة عقود مع أنه وُجد علماء لم يتفقوا مع وجهة نظره (١).
إن تسرب التأثيرات الغربية إلى المجتمع الإسلامي في الهند وتفوق الغرب في التكنولوجيا والعلوم والصناعة أوجد نوعًا من الصراع لدى المسلمين الهنود، فالهنود المسلمون الذين درسوا اللغة والعلوم الإنكليزية تقبلوا الحكم البريطاني، ورفض فريق آخر تعلم اللغة والآداب الإنكليزية رفضًا باتًا، ورفضوا الحكم البريطاني وعدّوه دخيلًا حل محل حكم المغول في الهند، وهناك فريق ثالث ظهر رأيه بجلاء في الموقف الذي اتخذه شاه عبد العزيز بن شاه ولي الله، فهو يمتدح الإنكليز من حيث كفاءاتهم العلمية ويسمح بدراسة اللغة
_________
= تمذهب بمذهب الإمام أحمد بن حنبل، ويعده كثيرون فقيهًا حنبليًا، وكان يرجح الفقه الحنبلي على غيره، ويعتبره أقرب إلى نصوص القرآن والسنة، ولكنه لم يتعصب للمذهب الحنبلي، فكان يقدر آراء الفقهاء والعلماء وأئمة المذاهب الآخرين، ويعتذر لهم في بعض الآراء حتى صنف رسالته القيمة «رفع الملام عن الأئمة الأعلام».لم يلتزم ابن تيمية مذهبًا معينًا في فتاويه ومصنفاته، بل أفتى خلافًا للمذاهب الأربعة إذا صح عنده دليل من الكتاب والسنة وفتاوى السلف مما أنكره عليه علماء عصره، وأدى به إلى السجن والاعتقال عدة مرات. درس ابن تيميه العلوم العربية والعقلية، وأتقن فنون الحساب والجبر والمقابلة، ونظر في علم الكلام والفلسفة والفرق، وضرب بسهم وافر وصائب في جميع ذلك وصنف في معظمها. ذكر العلماء أن شيوخه الذين سمع منهم كانوا أزيد من مائتي شيخ، وتلقى العلم عن والده الشيخ عبد الحليم (ت ٦٨٢ هـ) وعن أحمد بن عبد الدائم المقدسي النابلسي المؤرخ المحدث الفقيه (ت ٦٦٨ هـ) وعن محمد بن عبد القوي بن بدران المقدسي المردادي الفقيه المحدث النحوي (ت ٦٩٩ هـ) ... وأخذ عن علماء الحنفية والشافعية من علماء دمشق وغيرها، المرجع السابق مج ٧ ص ٢٦٥، وكذلك، محمد بن أحمد بن عبد الهادي بن قدامة المقدسي، العقود الدرية من مناقب شيخ الإسلام أحمد بن تيمية، تحقيق: محمد حامد الفقي (بيروت: دار الكتاب العربي، د. ط، د. س) ص ٢ وما بعدها.
(١) الموسوعة العربية السورية، تأسست عام ١٩٩١ م (arab-ancy.com)، المجلد ٢١، الهند (التاريخ الوسيط). أحدثت هيئة الموسوعة العربية بمقتضى المرسوم التشريعي رقم ٣ تاريخ ٥/ ١/١٩٨١، الذي نص على أنها هيئة عامة ذات طابع علمي ثقافي تتمتع بشخصية اعتبارية واستقلال مالي وإداري، وترتبط برئاسة الجمهورية العربية السورية، ومركزها مدينة دمشق ولها أن تنشئ مكاتب تابعة لها في داخل الجمهورية العربية السورية وخارجها. تتولى هيئة الموسوعة العربية جميع مايتعلق بإصدار موسوعة عربية شاملة وموسوعات متخصصة وملاحق موسوعية .. ـيرأسها حاليا أ. د. محمد عزيز شكري -رئيس شعبة الشريعة والقانون في معهد الفتح الإسلامي (تابع لجامعة الأزهر) منذ العام ٢٠٠٠ م. (بتصرف يسير).
1 / 23