Memoirs of a Witness to the Century
مذكرات شاهد للقرن
তদারক
(إشراف ندوة مالك بن نبي)
প্রকাশক
دار الفكر
সংস্করণের সংখ্যা
الثانية
প্রকাশনার বছর
١٤٠٤هـ - ١٩٨٤م
প্রকাশনার স্থান
دمشق - سورية
জনগুলি
أولى خطواتهن في تعلم طريقة استعمال المكواة. وعلى كل فقد تمكنت من حل هذه المشكلة الصغيرة.
في المدينة حافظت على صِلاتي القديمة، عدا علاقتي بعمي محمود فقد اعتراها فتور لخلاف عائليّ، وعلى كل فقد توفي في تلك السنة: بعضهم قال إن سبب وفاته ما أظهره في إحدى حلقات العيسوية من همة وحماسة أدّتا به إلى ثقب أمعائه أثناء قيامه ببعض الخوارق، وآخرون ذكروا سبب موته بأنه لإهال في معالجة التهاب الزائدة الدودية أدى به إلى تلك النهاية.
عرفت بخبر وفاته من (بوعربيط) إذ كان يقدم لي ذات صباح القهوة، ولم يكن يدري هل نحن أقرباء أم أن علاقتي به تقتصر على أننا نحمل كنية واحدة.
وكنت من آن لآخر أتردد على خالتي بهية أرملة المرحوم جدي. كانت ورقة العطوس لا تفارق أنفها، وشقيقها (عَلاوة) يجلس إلى قربها كولد وديع. وأحيانًا تطلب إليه أن يحك لها ظهرها. وكان هذا يستجيب لها بشيء من العاطفة البنوية.
لم تكن أعمالها في متجر الفحم على شيء من الازدهار، وكنت أحسّ بالارتباك والعوز اللذين يسودان المنزل، وزاده أن أصبح العامل في مصنع (بن القريشي) للدخان الذي كان يستأجر الطابق الأول مستأجرًا في مكان آخر، وأضحى الطابق الثاني بموت عمي خاليًا.
أما الرايا حيث كان يقيم فيه السي علي، فلم تعد بنته المطلقة تقيم معه، فقد يئست على ما يبدو من انتظار زوج فذهبت يومًا إلى الحمام ولم تعد إلى المنزل. كل ذلك أوقع خالتي في فاقة سيطرت على منزلها. أما خالتي بهيجة فكان عليها هي أيضًا أن تتأثر بالنتائج المتخلفة عن تغير الأوضاع الاقتصادية لعائلات قسنطينة العريقة. فالحمام الذي كانت تشتغل فيه وظيفة أمين صندوق يخص
1 / 70