المزار (للشهيد الأول)
تأليف
الشهيد الأول محمد بن مكي العاملي
جميع الحقوق محفوظة لفريق مساحة حرة
[![](../Images/logo4.png)](http://www.masaha.org)
<http://www.masaha.org>
المقدمة:
الحمد لله الذي لا تدركه الأبصار والشواهد، ولا تحويه الأماكن والمشاهد، الذي أكرم عباده بزيارة حرمه واستلام حجر بيته التالد، وأشهدنا آياته في مشاهد أصفيائه وأوليائه سادات القواعد ... في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه، يسبح له فيها بالغدو والآصال ، نبرأ فيها من كل معبود إلا إياه، ولا نرجو فيها خلاه، ولا نؤمل أحدا سواه، ولا نبتغي به بدلا، بل وسيلة إليه بالولاية والمودة في القربى.
وصلوات الله وسلامه على أفضل زوره، وخاتم أنبيائه الذي أسرى به ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى (ليريه من آياته)، ثم دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى، فأوحى إلى عبده ما أوحى ، ... لقد رأى من آيات ربه الكبرى .
وعلى بضعته وأول أهل بيته لحوقا به، والمدفونة بجواره فاطمة الزهراء (عليها السلام) وعلى وصيه الذي بلغ فيه رسالات ربه كما أمره «يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك ...»
فقال : ألست أولى بكم من أنفسكم ... فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه ...
وعلى الأئمة والأوصياء المصطفين المعصومين، حجج الله في العالمين، أعلام الدين والنور المبين، سيما خاتم الوصيين وخليفة الله في الأرضين «المهدي» (عليه السلام) الذي سيظهر باذن الله تعالى ليملأ الارض قسطا وعدلا بعد ما ملئت ظلما وجورا، ويظهره على الدين كله، فيزوره عيسى (عليه السلام) ويصلي خلفه.
وبعد، فان زيارة أضرحة المؤمنين، والاستيناس بأرواحهم، والسلام عليهم، والتكلم معهم، والاستغفار لهم سنة نبوية؛ وأما الحضور في المشاهد المقدسة وفي بيوت دفن فيها رسول الله وأوصياؤه (صلوات الله عليهم) التي تتعلق بها أطايب النفوس الملكوتية، وتختلف إليها الملائكة الرحمانية، فهو- بعد زور بيت الله الحرام (1)
পৃষ্ঠা ১