মৃত্যু পেম্বার্লিতে আসে
الموت يزور بيمبرلي
জনগুলি
قالت إليزابيث: «لست مشغولة الآن، إن كان يريد أن يأتي.»
ظنت إليزابيث أنها تعرف ما يريد أن يتحدث بشأنه، وأن هذا سيكون مزعجا لها وأنها كانت لتسعد كثيرا لو استطاعت تجنبه. كان لدارسي عدد قليل فقط من العلاقات الوثيقة، ومنذ الصبا وقريبه الكولونيل فيتزويليام يزوره باستمرار في بيمبرلي. وخلال بداية حياته المهنية في الجيش لم يكن يأتي للزيارة كثيرا، لكن خلال الثمانية عشر شهرا المنصرمة أصبحت زياراته أقصر في المدة، لكن أكثر تواترا، ولاحظت إليزابيث أن هناك فرقا - ضعيفا لكن لا لبس فيه - في تصرفاته نحو جورجيانا، فكان يبتسم أكثر حين تكون حاضرة ويظهر استعدادا أكبر من ذي قبل ليجلس إلى جانبها حين يمكنه ذلك، ويدخل معها في محادثة. ومنذ زيارته العام الماضي لحضور حفل الليدي آن أصبح هناك تغيير حقيقي في حياته. كان أخوه الأكبر - وهو وريث الإيرلية - قد توفي خارج البلاد، وورث هو الآن لقب الفيكونت هارتلب وأصبح هو الوريث الشرعي. وكان يفضل ألا يستخدم لقبه الحالي خاصة حين يكون بين أصدقائه، وقرر أن ينتظر حتى ينجح قبل أن يضطلع بلقبه الجديد وبالمسئوليات العديدة التي تأتي معه، وكان لا يزال معروفا بوجه عام باسم الكولونيل فيتزويليام.
بالطبع سيريد الكولونيل فيتزويليام أن يتزوج، خاصة الآن حيث إن إنجلترا في حالة حرب مع فرنسا، وربما يلقى هو حتفه من دون أن يترك وريثا. ورغم أن إليزابيث لم تشغل بالها قط بشجرة العائلة، فإنها كانت تعلم أنه لا يوجد له قريب ذكر، وأن الكولونيل إذا مات من دون أن يترك طفلا ذكرا فإن الإيرلية ستزول عنه. وكانت تتساءل - ولم يكن ذلك للمرة الأولى - ما إن كان يبحث عن زوجة له في بيمبرلي، وإن كان يفعل، فكيف سيتصرف دارسي تجاه ذلك. لا بد أن يكون مقبولا له أن أخته ستكون كونتيسة، وأن زوجها سيكون عضوا في مجلس اللوردات ومشرعا للبلاد. كان كل هذا سببا ومدعاة للفخر في العائلة، لكن هل ستشارك جورجيانا ذلك؟ هي الآن امرأة راشدة ولم تعد تخضع للوصاية، لكن إليزابيث كانت تعلم أن جورجيانا ستحزن كثيرا إن اعتزمت الزواج من رجل لا يوافق عليه أخوها؛ ثم كان هناك مسألة هنري ألفيستون المعقدة. وقد رأت إليزابيث ما يكفي لكي تتأكد من أنه واقع في الغرام، أو أنه على وشك الوقوع فيه، لكن ماذا عن جورجيانا؟ كانت إليزابيث واثقة من شيء واحد فقط، لن تتزوج جورجيانا دارسي من دون أن تحب، أو من دون انجذاب قوي وعاطفة واحترام يمكن للمرأة أن تطمئن نفسها بأن تلك العواطف ستتعمق لتصبح حبا. ألم يكن هذا ليصبح كافيا بالنسبة إلى إليزابيث لو أن الكولونيل فيتزويليام تقدم للزواج منها بينما كان يزور عمته الليدي كاثرين دي بيرج في روزينجز؟ ففكرة أنها كانت لتخسر دارسي من غير قصد منها وسعادتها الحالية لتتمسك بعرض من قريبه كانت مهينة أكثر من ذكرى تحيزها لجورج ويكهام الشائن، فنحت تلك الفكرة جانبا عنها بكل حزم.
كان الكولونيل قد وصل إلى بيمبرلي في المساء السابق وقت العشاء، لكن بخلاف تحيته لها فلم يمكثا معا وقتا طويلا. والآن وبينما كان يطرق الباب في هدوء ويدخل إلى الغرفة ويجلس في الكرسي المقابل لها بجوار المدفأة، الذي عرضته هي عليه، بدا لإليزابيث أنها كأنها تراه للمرة الأولى. كان يكبر دارسي بخمس سنوات، لكنهما حين التقيا للمرة الأولى في غرفة الصالون في روزينجز كان حس دعابته المبهج وحيويته الجذابة يؤكدان اتصافه بالصمت وقد بدا الأصغر سنا. لكن كل هذا قد اختفى. فقد أصبح الآن يمتلك نضجا وجدية جعلاه يبدو أكبر من سنه الحقيقية. وفكرت إليزابيث أن جانبا من هذا ينبغي أن يكون مرده إلى خدمته في الجيش والمسئوليات الكبيرة على عاتقه كقائد للرجال، فيما صحب تغير حالته ليس فقط جاذبية أكبر، وإنما فخر عائلي واضح أكبر، وكذا بالطبع لمحة من الغطرسة، التي كانت أقل جاذبية من الصفات الأخرى.
لم يتحدث هو من فوره وساد الصمت برهة قررت خلالها أن عليه هو أن يتحدث أولا؛ لأنه هو من طلب اللقاء. وبدا الكولونيل وكأنه لا يعرف أفضل طريقة لبداية الحديث، لكن لم يبد عليه ارتباك أو اضطراب. وفي النهاية، مال إلى الأمام نحوها وقال: «أنا واثق يا قريبتي العزيزة، أنك تمتلكين عينين ذكيتين، وتهتمين بحياة الآخرين وشواغلهم؛ ولذا فإنك لا تجهلين تماما ما أريد أن أتحدث بشأنه. إنني كما تعلمين منذ وفاة عمتي الليدي آن دارسي وأنا أتمتع بامتياز مشاركة دارسي في الوصاية على أخته، وأعتقد أنني أستطيع أن أقول بأنني أديت واجبي بإحساس عميق بالمسئولية، وعاطفة أخوية تجاهها لم تتغير قط. وقد تحولت تلك العاطفة إلى حب من النوع الذي يكنه الرجل للمرأة التي يرغب في أن يتزوج بها، وإن أكثر ما أتمنى الآن هو أن تقبل جورجيانا بأن تكون زوجتي. أنا لم أتقدم رسميا إلى دارسي لكنه يتمتع بالبصيرة، ويحدوني الأمل أن يحظى عرض زواجي بموافقته وقبوله.»
رأت إليزابيث في نفسها أنه من الحكمة أكثر ألا تخوض في هذه الجزئية؛ وذلك لأن جورجيانا بلغت سن الرشد. فقالت: «وماذا عن جورجيانا؟» «لا يمكنني أن أجد مبررا لحديثي إليها إلا بعد موافقة دارسي. في الوقت الراهن أدرك أن جورجيانا لم تقل شيئا يعزز الأمل بداخلي. وسلوكها تجاهي كالعادة هو سلوك ينم عن الصداقة والثقة، وأعتقد أنها تكن لي العاطفة. وآمل أن تتحول تلك الثقة والعاطفة إلى حب إذا ما كنت صبورا تجاه ذلك. وأنا أومن أن الحب بالنسبة إلى المرأة يأتي بعد الزواج أكثر مما يكون قبله، ويبدو لي أنه من الصواب والطبيعي أن يحدث ذلك. ففي النهاية أنا أعرفها منذ ولادتها. وأنا أدرك أن فارق العمر بيني وبينها قد يمثل مشكلة، لكنني أكبر دارسي بخمس سنوات فقط، ولا أرى أن فارق العمر هذا يشكل مانعا.»
شعرت إليزابيث بخطورة الحديث. فقالت: «قد لا يشكل فارق العمر مانعا، لكن انحيازا من جانبها قد يكون عائقا.» «أتقصدين هنري ألفيستون؟ أنا أعرف أن جورجيانا تميل إليه، لكنني لا أرى شيئا يوحي بأن هناك ارتباطا على مستوى أعمق. إنه شاب مقبول وماهر ومميز. ولا أسمع عنه سوى كل خير. وربما كان لديه آماله أيضا. ومن الطبيعي أن يبحث عن الزواج بالمال.»
أشاحت إليزابيث بعيدا. فأضاف هو مسرعا: «لا أقصد بذلك الجشع أو النفاق، لكن بالنسبة إلى مسئولياته واعتزامه على إعادة إحياء ثروة العائلة وجهوده الكبيرة التي يبذلها من أجل استعادة ممتلكاته، وأحد أجمل المنازل في إنجلترا، فإنه لا يستطيع أن يتزوج من امرأة فقيرة. حيث إن ذلك سيؤدي بهما إلى الشقاء والفقر.»
كانت إليزابيث صامتة. وكانت تفكر مرة أخرى في ذلك اللقاء الأول في روزينجز، وفي حديثهما معا بعد العشاء، وفي الموسيقى والضحك وفي زياراته الكثيرة لبيت القس، وفي اهتمامه بها الذي كان واضحا وضوح الشمس، فلا يمكن إغفاله. وفي مساء يوم حفل العشاء كانت الليدي كاثرين قد رأت ما يكفي ليثير قلقها. لم يكن هناك شيء تغفل عنه عيناها الثاقبتان الفضوليتان. وتذكرت إليزابيث ما قالته: «فيم تتحدثان؟ أشركوني معكما في حديثكما .» كانت إليزابيث تعرف أنها بدأت تتساءل إن كانت ستعيش حياة سعيدة مع ذلك الرجل، لكن الأمل - لو كان قويا بما يكفي لنطلق عليه أملا - كان قد خبا وانطفأ حين التقيا بعد ذلك بمدة ليست بطويلة - ربما من قبيل الصدفة وربما كان اللقاء من ترتيبه هو - حين كانت تسير وحيدة في روزينجز، فرافقها في طريق عودتها إلى مقر القس. كان يأسى على فقره وكانت تمازحه بأن تسأله عن السلبيات التي جلبها الفقر على الابن الأصغر لأحد حاملي لقب إيرل. وكان رده بأن الأبناء الصغار «لا يمكن لهم أن يتزوجوا حيث شاءوا.» في ذلك الوقت كانت تتساءل ما إن كان ذلك الرد يمثل رسالة تحذير، وتسبب شكها في أن تشعر بشيء من الارتباك الذي قررت أن تخفيه بتحويل المحادثة إلى شيء من الهزل أو المزاح. لكن ذكرى تلك الواقعة كانت أبعد ما تكون عن الهزل والمزاح. لم تكن إليزابيث في حاجة إلى تحذير الكولونيل فيتزويليام ليذكرها بما يمكن أن تتوقعه فتاة لديها أربع من الأخوات غير المتزوجات ولا تمتلك ثروة من الزواج. فهل كان يقصد أنه كان من الآمن لشاب محظوظ أن يتمتع برفقة امرأة مثلها، أو يغازلها في سرية، لكن الحكمة تقتضي بألا تأمل هي في أكثر من ذلك؟ ربما كان التحذير ضروريا، لكنه لم يرسل بالشكل الملائم تماما. لو أنه لم يفكر فيها قط ولو أنه كان أقل إظهارا لاهتمامه تجاهها لكان وقع الأمر أقل وطأة.
كان الكولونيل فيتزويليام مدركا لصمتها. فقال: «هل لي أن آمل في الحصول على موافقتك؟»
অজানা পৃষ্ঠা