পৃথিবীর একমাত্র পুরুষের মৃত্যু
موت الرجل الوحيد على الأرض
জনগুলি
على أن الظلمة داخل رأسها لم تعد هي الظلمة السابقة، وهذا الضوء الخافت رغم أنه خافت ورغم أنه يختفي بعد قليل، فإن رأسها لم يعد هو رأسها. شيء في عقلها بدأ يتحرك؛ سؤال لم يكن يخطر على بالها أصبح يرن تحت عظام رأسها: ليس هو جلال بالتأكيد، من هو إذن؟
تذكرت فجأة اليوم حينما أرسل العمدة في طلب زينب، كانت زينب منذ تزوجت قد عاهدت الله على ألا تذهب إلى العمدة. ركعت فوق سجادة الصلاة، وخاطبت الله قائلة: «لقد نفذت أمرك يا رب وأحمدك لأنك شفيت عمتي، والآن أنا زوجة على سنة الله ورسوله، ولن أذهب إلى هناك مرة أخرى.» وفي تلك الليلة سمعت زينب صوتا يأتيها من السماء يقول لها: «نعم يا زينب، أنت زوجة الآن، وقد حرم الله ذهابك إلى هناك.»
وكأنما منحها هذا الإدراك الجديد قوة جديدة؛ فلم تعد هناك قوة فوق الأرض تستطيع أن تقنعها بالذهاب. وحينما جاءها شيخ الخفر قالت في إصرار: لا، لن أذهب! لن أعصي الله يا شيخ زهران.
ورد شيخ الخفر: من قال لك إن هذا عصيان الله؟ بالعكس، لقد أمرك الله بالذهاب، أليس كذلك؟
صاحت زينب: كان ذلك قبل أن أتزوج، ولكني الآن زوجة، وقد حرم الله ذهابي إلى هناك.
كانت زكية جالسة في مكانها المعتاد تنصت إلى الحوار.
وفجأة أضاء نجم آخر صغير في رأسها المظلم. لم تفهم شيئا أول الأمر، لكن الحركة البطيئة كانت مستمرة في رأسها، حركة التفكير التي إذا بدأت لا يمكن أن تتوقف، كخيط فوق بكرة، ما إن يشد طرفه حتى يستمر في الحركة إلى نهايته.
لم يكن النجم الصغير إلا سؤالا آخر رن في رأسها: «كيف عرف شيخ الخفر بحكاية أمر الله؟»
في منتصف الليلة، بعد غياب جلال، أحست زينب بلكزة قوية من يد عمتها زكية، وحينما نظرت في عينيها سرت فوق جسدها رعدة. كانت عيناها واسعتين فيهما نظرة مخيفة، وسمعت صوتها يهمس بحشرجة غريبة: زينب! يا زينب!
همست زينب بفزع: ماذا حدث يا عمتي؟
অজানা পৃষ্ঠা