148

প্রাচীন মিশরের বিশ্বকোষ (প্রথম পর্ব): প্রাক-ইতিহাস যুগ থেকে ইহনাসী যুগের শেষ পর্যন্ত

موسوعة مصر القديمة (الجزء الأول): في عصرما قبل التاريخ إلى نهاية العصرالإهناسي

জনগুলি

تقدم نظام الري

والآن نتكلم عن الإدارة في الأقاليم أو المقاطعات في هذا العصر، وإن كانت لا تزال معلوماتنا عنها ناقصة، على أن تقسيم البلاد إلى مقاطعات في هذا العهد أمر مؤكد، بل ويرجع إلى أقدم عهود التاريخ وإلى عهد ما قبل التاريخ؛ ففي بلاد مثل مصر حيث تكون الزراعة أهم ثروة للبلاد وحيث الحياة نفسها تتوقف على فيضان النيل، فإنه من المستحيل ألا يتقدم نظام طرق الري تقدما سريعا نحو الكمال. ومن أجل ذلك يرجح أنه في هذه الفترة التي بدأ فيها العصر التاريخي في البلاد قد انتشرت فيها الترع العدة التي كان يعتنى بصيانتها. ولا بد أنه كان في كل مقاطعة موظف مكلف بالتفتيش على هذه الترع وتعهد صيانتها والعمل على رقيها. ومن المحتمل أن يكون هذا هو الأصل في وجود وظيفة حاكم المقاطعة، وقد اشتق اسمه من نوع عمله الهام، فمنذ العصر الطيني ظهر أمامنا لقب «عز مر» ومعناه حرفيا (المشرف على حفر الترع) وهذا اللقب كان أهم ألقاب حاكم المقاطعة في بداية الدولة القديمة. والظاهر أن لقب «عز مر» الذي نشاهده على آثار العهد الطيني كان يطلق على حاكم المقاطعة، وكان عمله ينحصر في الحصول من الأرض بالطرق المتبعة على كل ما يمكن الحصول عليه ليزيد من الثروة العامة وبخاصة الخزينة الملكية. وكذلك كان يقع على كاهل حاكم المقاطعة الإحصاء، وقد شوهدت هذه العملية لأول مرة في عهد الفرعون «عز إب»، ومنذ بداية الأسرة الثانية قد اتبعت هذه العملية بانتظام في كل عامين مرة، بل وقد استعملت لعد سني حكم الفرعون، فيقال السنة س إحصاء أو السنة بعد س إحصاء.

يضاف إلى ذلك أن ارتفاع النيل كان يدون سنويا، وبسبب هذه العناية كان من السهل أن يعرف الإنسان مقدما على وجه التقريب ما ستكون عليه ثروة البلاد حتى تتخذ الاحتياطات إذا حدث انخفاض في النيل تجنبا لحدوث قحط أو مجاعة. وكان في عاصمة كل مقاطعة مجلس يدعى «زازات» موكلة إليه الأمور القضائية، وذلك مما يوحي بوجود قانون مدني لم يصل إلينا منه أي شيء بكل أسف.

الجيش

أما نظام الجيش في هذا العهد فإنه سر غامض. وأنه يكاد يكون من الصعب أن يعرف الإنسان إذا كان في البلاد جيش قائم أو أن الجنود كانت تجند وقت الحاجة فحسب. وكل ما يمكن أن نؤكده أن لقب قائد كان موجودا منذ نهاية الأسرة الأولى، وسنتكلم عن الجيش بالتفصيل في خلال الدولة القديمة. (2) الحكومة في العهد المنفي (2980-2475ق.م)

كان نظام الحكومة المنفية نظاما ملكيا ثابت الأركان، فقد كان الملك هو القوة الرئيسية في البلاد، وكان القوم يعدونه إلها أكثر منه إنسانا، ولذلك كان يطلق عليه اسم (الإله الطيب)، وكان قصره يدعى (البيت العظيم) «برعا»، وقد اشتق منها فيما بعد كلمة فرعون التي استعملت في اللغات السامية، وقد تكلمنا عن ألقابه فيما سبق.

وإنه لمن الأمور الصعبة جدا أن نعرف كيف كان الفرعون يدير شئون البلاد. حقا إن النقوش المصرية في العهد المنفى كثيرة جدا غير أنها غامضة؛ إذ يتألف معظمها من الألقاب والعلاقات التي يتمتع بها حامل هذه الألقاب عند الملك، فنقرأ في النقوش قول الموظفين: «إنهم قاموا بواجبهم حسب رغبة الملك ولهذا كوفئوا.» غير أنهم لم يعنوا قط بذكر عملهم، ولذلك ليس لدينا طريقة أو سند نتوكأ عليه في إعطاء فكرة عن إدارة البلاد في هذا العهد إلا «الألقاب» التي نقرؤها على جدران المقابر غير مشفوعة بتفسير ما.

تحديد سلطة الملك

والظاهر أنه كان في يد الملك السلطة التنفيذية والسلطة القضائية في عهد الأسرة الثالثة، ولكن كان يساعده في القيام بهما موظفون كثيرون، ليسوا أشرافا، والظاهر أنه لم يكن بين المصريين في عهد الأسرة الثالثة (خلافا للفرعون) من يمكنه أن يتصرف في أي سلطة سياسية بحق الوراثة، وقد كانت الوظائف التي يمنحها الملك لموظفيه هي مصدر السلطة الوحيد. غير أنه لا يفوتنا أن نذكر هنا أن الملك رغم ما لديه من قوة، لم يكن يعين في هذه الوظائف بمحض رغبته، بل كان خاضعا لنظام قائم ليس هناك من يستطيع التحوير فيه.

نظام التوظف

অজানা পৃষ্ঠা