প্রাচীন মিশরের বিশ্বকোষ (প্রথম পর্ব): প্রাক-ইতিহাস যুগ থেকে ইহনাসী যুগের শেষ পর্যন্ত
موسوعة مصر القديمة (الجزء الأول): في عصرما قبل التاريخ إلى نهاية العصرالإهناسي
জনগুলি
مرسوم ملكي لرئيس الكهنة «حمور»:
إني لا أسمح لأي إنسان له السلطة أن يأخذ أي كاهن من الكهنة الذين في المقاطعة التي أنت فيها لأي عمل في المقاطعة تسخيرا أكثر من العمل الذي يقوم به للإله شخصيا في المعبد الذي هو فيه، ويجب كذلك القيام بحسن المحافظة على المعابد بوساطة الكهنة القائمين فيها، ولا يفرض عمل ما تسخيرا على حقل ما من حقول الإله المكلفة به كل الكهنة، ولا يؤخذ لأية سخرة كانت في المقاطعة فلاحون أيا كانوا من الذين في أي حقل من حقول الإله المكلفة به كل الكهنة؛ وذلك لأنهم معفون لمدة الأبدية، وذلك طبقا لمرسوم ملك الوجه القبلي وملك الوجه البحري «نفر إر كا رع». ولا توجد أية وثيقة في هذا الموضوع في أية مصلحة.
وكل فرد من المقاطعة سيستولي على كهنة ممن في حقل الإله المكلفين به في هذه المقاطعة ويسخرهم في المقاطعة. يجب عليك أن توجهه إلى بيت زراعة المعبد حتى يشتغل في كل أعمال التسخير الخاصة بمصلحة الحرث هذه في هذا المعبد، وهكذا مع كل فلاح في حقل الإله.
وكل أمير من أمراء الجنوب أو كل موظف، أو قريب للملك أو رئيس شرطة يعمل ضد تعليمات هذا المرسوم الذي اتخذ لقلعة «حور»، وذلك بالتصرف في ممتلكات الإله أو في الرجال أو في الممتلكات الأخرى أيا كانت مما يتملكها، فإنه سيكون تحت طائلة أي تسخير من أعمال المقاطعة.
ختم في حضرتي أنا الملك في الشهر الثاني من فصل الصيف اليوم العاشر.
ورغم تعقيد هذا المرسوم فإننا نفهم منه جيدا أن الفرعون كان يعمل على معافاة رجال الدين وفلاحيهم الذين في ضياع المعبد من القيام بأي عمل آخر في المقاطعة مهما كان نوعه. وسنرى أن تعدد مثل هذا الإعفاء، واستقلال الكهنة بالأملاك التي كانت توقف على المعابد من الأسباب التي أدت إلى ضعف الفرعون فيما بعد وأدت إلى سقوط الدولة القديمة في النهاية.
ومن أهم مظاهر عصر هذا الفرعون العظماء الذين عاشوا في عهده، وكانوا معه على أحسن حال من الود والصفاء المتبادل مما جعله مضرب الأمثال عندهم في الرقة وحسن المعاملة، ونخص بالذكر من بينهم أولا «رع ور» الذي كشفت الجامعة المصرية عن مقبرته عام سنة 1929 بالقرب من أبي الهول من الجهة القبلية، وهذا القبر يعد أكبر مقبرة ظهرت في الدولة القديمة إلى الآن، وكان «رع ور» هذا يحمل من ألقاب الدولة ما لا يقل عن ثلاثين لقبا، منها أنه كان الكاهن لإلهة الوجه القبلي، والكاهن لإلهة الوجه البحري، وأكبر كاهن في الدولة، والسمير الوحيد، ومدير القصر، ورئيس أسرار الملك، وكان له خدم وموظفون بنوا قبورهم داخل مقبرته أو حولها. أهمهم «مرسو عنخ» الذي كان مدير ماليته، والواقع أن ما احتواه هذا القبر من الحجرات والتماثيل يكاد يضارع ما تفعله الملوك لنفسها؛ إذ عثر في قبره على ما لا يقل عن 120 تمثالا معظمها هشمها الدهر والسرقة، وعدد حجراته لا تقل عن 50 حجرة ولا نزاع في أن نفوذه كان عظيما في البلاط الملكي، ومقامه كبيرا عند الملك نفسه يؤيد ذلك القصة التي وجدناها منقوشة على الحجر الجيري الصلب، وقد نصبت في واجهة جدار أحد سراديبه التي كان يوضع فيها تماثيله بمقبرته، وتفصيل ذلك أن الملك كان يقوم بافتتاح احتفال عيد خاص بجر سفينة الوجه البحري، وكان «رع ور» في ملابسه الرسمية، وتصادف أن كان بجوار سيده فلطمت عصا الفرعون ساق «رع ور» عفوا، وعندما لاحظ الملك ذلك، ذعر واعتذر عما بدر منه نحو «رع ور» عن غير قصد، وقال له إنك أحب رجل عندي وأخص الناس بعطفي، ولكن الملك لم يكتف بذلك، بل أراد أن يعترف له أمام الناس، وأمام الخلف بمكانته عنده، فأمر بتدوين الحادث بفصه ونصه على حجر، وأن يوضع في قبر «رع ور» بجبانة الجيزة، وقد بقي هذا الأثر مختفيا عن العالم حتى كشف حديثا كما ذكرنا.
ولدينا وثيقة أخرى من عهد هذا الفرعون تدلنا على مقدار حنوه وتقديره لرجاله العاملين، ولكن مما يؤسف له جد الأسف أنها وجدت مهشمة ومشتتة؛ إذ يوجد جزء منها في «أبردين» والآخر في متحف القاهرة، والكل كان في مقبرة بسقارة لكبير المهندسين المعماريين، ورئيس القضاة الوزير «وشبتاح».
والواقع أن «وشبتاح» نفسه لم يقم هذا القبر، بل الذي بناه هو ابنه، وقد ذكر لنا السبب في ذلك العمل الذي لم يجر عليه العرف كثيرا، ويتلخص في أن «وشبتاح» كان رجلا مثقلا بأعباء الأعمال التي كانت تتطلبها مهنه المتعددة أمام ملك البلاد، ومن أهمها أعمال العمارة التي كان يشرف عليها بنفسه، واتفق أنه كان منهمكا في بناء عمارة هامة، وتصادف أن جاء الملك وأسرته ذات يوم لفحص هذه العمارة ومشاهدتها، وقد سروا سرورا عظيما بجمالها، وأعجبوا أيما إعجاب أكثر مما يتصور، ولكن تأمل فقد أثنى عليه جلالته من أجل هذا. غير أن الإجهاد الذي بذله هذا الوزير أضناه حتى سقط على غفلة مغشيا عليه، وذلك عندما كان الملك يتحدث إليه، وعلى أية حال فإن جلالته لاحظ أنه لا يصغي له فصاح قائلا: إن «وشتاح» مريض، (وإن كان ذلك لم يذكر في المتن)، وعندما سمع أولاد الملك والأصدقاء الذين كانوا من رجال الحاشية استولى على قلوبهم الهلع أكثر مما يتصور .
وفي الحال حمل المهندس المعماري المصاب إلى قصر الملك الخاص، وعندئذ أحضر جلالته صندوق مخطوطات، ولا ريب أنها كانت أوراق بردي طيبة؛ لأن جلالته - جريا على التقاليد الموروثة منذ أقدم العصور - كان مغرما بالطب وعلومه، ولكن لم يكن في وسع أحد إسعافه؛ لأن الحالة كانت على ما يظهر نزيفا في المخ نتج عن الإجهاد في العمل. وعندئذ تركه الملك بقلب محزون ليصلي عليه في خلوته، وقد ذكروا أمام جلالته أنه مات، وكان قلب جلالته في شدة الحزن بدرجة لا مثيل لها، وقال جلالته أنه سيفعل كل شيء حسب رغبة «وشبتاح»، وعاد إلى حجرته الخاصة حيث صلى للإله «رع»، وعندما جاءت النهاية، أمر جلالته بأن يصنع له تابوت من خشب الأبنوس المرصع، وهذا لم يصنع لواحد مثله من قبل. وكذلك أمر بتحنيطه أمام جلالته. أما الذي نقش هذا النص فهو ابنه الأكبر الذي كان يحمل لقب «الأول بعد الملك»، و«محامي الناس» (مرنثر نسوت) عندما كان يقبره بالجبانة، وقد أمر الملك بأن تكتب على قبره، وقد دعا له «الابن» جلالته بسبب ذلك، وشكر الإله كثيرا (أي الملك).
অজানা পৃষ্ঠা