1
قلت: فلننظر تصديق هذا، هذه أرض مستوية، وهذه الحرة تطلع الشمس عليها، أعني أنها شرقي المكان. قال هو وبدوي كان معنا: وهذه الحرة تسمى الخلص. وقال: والعبيلات البيض قد رأيناها في طريقنا متفرقة وسنراها. ونظرنا شطر الجنوب، فإذا جبل بعيد ينتهي إليه النظر. قال الشيخ: هذا الجبل يسميه البدو حلاة جلدن، والحلاة عندهم الهضب.
ونظرنا نحو أكمة تقع إلى الغرب والشمال من هذا الجبل البعيد، فقال: هذه الأكمة البيضاء هي العبلا أو العبيلا.
ونظرنا إلى الشمال والغرب من مقامنا فوق الحرة، فإذا جبيل أدكن، قال: هذه العرفا، ووراءها وادي قران.
وطمح بصرنا إلى جبال بعيدة كدت لا أراها أشار إليها الرفاق قائلين: وهذه جبال عشيرة.
قلت: فأين وادي شرب الذي قال ياقوت إنه في عكاظ؛ فهو عندي من أوضح الأدلة، إذ كان لا يزال معروفا باسمه في البادية وإن غير إلى شرب؟
قالوا: هذا وادي شرب يأتي من الجنوب والغرب إلى هذه الحرة، وتلتقي به أودية منها وادي الأخيضر يلاقيه في عكاظ.
قلت: هذا دليل واضح على أننا نشرف على سهل عكاظ الآن. قال الشيخ ابن بليهد: وهذه العبلا أو العبيلا دليل آخر، فقد ذكر في أيام الفجار يوم العبيلاء، وقيل إن العبيلاء بجانب عكاظ، فهذه العبيلاء تراها على مد البصر بجانب عكاظ.
فهذه الحجارة البيض التي رأينا في طريقنا إلى هذه الحرة، جديرة أن تسمى عبلاوات، فتوافق ما قال الأصبغ بن عرام.
وقد جمع الوصف والاسم قول ياقوت:
অজানা পৃষ্ঠা