============================================================
التمهيد - الفصل الثاتى: التعريف بكتاب تاريخ بمشق فما هو السبب في عدم إنجازه؟ وما هي العوائق اليي حلت دون اتمامه ؟
يبدو- والله أعلم - أن ابن عساكر فطن إلى أن عملا كتاريخ دمشق لا يمكن إتمامه إلا بعد تحصيل الكتب التي سمعها في رحلتيه إلى بغداد وخراسان، وإلى هذا المعنى أشار ابنه القاسم، فقال: الو كان أبي رحمه الله- قد سمع أشياء لم يحصل منها نسخا اعتمادا على نسخ رفيقة الحافظ أبي علي بن الوزير، وكان ما حصله ابن الوزير لا يحصله أبي، وما حصله أبي لا يحصله ابن الوزير، فسمعت أبي ليلة يتحدت مع صاحب له في الجامع، فقال: رحلت وما كأي رحلت، كنت أحسب أن ابن الوزير يقدم بالكتب مثل الصحيحين، وكتب البيهقي، والأجزاء، فاتفق سكناه عرو، وكنت أؤمل وصول رفيق آخر له يقال له: يوسف بن فاروا الجياني، ووصول رفيقنا أبي الحسن المرادي، وما أرى أحدا منهم جاء فلا بد من الرحلة ثالثة، وتحصيل الكتب والمهمات قال: فلم يمض إلا أيام يسيرة حتى قدم أبو الحسن المرادي، فأنزله أبي في مترلنا، وقدم بأربعة أسفاط كتب مسموعة، ففرح أبي بذلك شديدا، وكفاه الله مؤنة السفر، وأقبل على تلك الكتب، فنسخ واستنسخ وقابل، وبقي من مسموعاته أجزاء نحو الثلاث مئة، فأعانه عليها أبو سعد السمعاني، فنقل إليه منها حملة حتى لم يبق عليه اكثر من عشرين جزعا، وكان كلما حصل له جزء منها كأنه قد حصل على ملك الدنيا"(1).
(1) الذمي: (سير: 566/2)
পৃষ্ঠা ৭৮