34
وَمِنْهَا تَعْسِيرُ أُمُوِرِهِ فَلا يَتَوَجَّهُ لأِمْرٍ إِلا يَجِدُهُ مغْلَقًَا دُوْنَه أَوْ مُتَعسِّرًا عَلَيْه. وَمِنْهَا الْوَحْشَةُ التي تَحْصُلُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّاس وَلاسِيَّمَا أَهلُ الخَيْر. وَمِنْهَا حِرْمَانُ دَعْوَةِ الرَّسُولِ ﷺ وَدَعُوَةِ الملائِكَةِ لِلَذِيْنَ تَابُوا وَمِنْهَا أنَّ الذُنُوبَ تَدْخُلُ العَبْدَ تَحْتَ لَعْنَةِ رَسُولِ الله ﷺ. شِعْرًا: ألا طُوبَى لِمَنْ أَمْسَى وأضْحَى ... خَفِيفَ الظَّهْرِ مِنْ ثِقْلِ الذُنُوبِ يَغِيْبُ عَنِ الأباعِدِ والأدَانِيْ ... لِخَلْوتِهِ بِعَلام الغُيُوبِ آخر: لا تَقْنَطَنْ مِن عِظَمِ الذُنُوب ... فَرَبُّ العباد رحِيمٌ رؤوف ولا تَمْضِيَنَّ عَلَى غَيْرِ زَادْ ... فإنَّ الطَّرِيقُ مَخَوْفٌ مَخُوفْ وَمِنْهَا: أَنَّها تُحْدِثُ في الأرْضِ أَنَواعًا مِنَ الفَسَادِ في المِيَاهِ وَالهَوَاءِ والزّروِع وَالثَّمَارِ والمَسَاكِن. وَمِنْهَا: أَنَّها تُطْفِئُ مِنَ الْقَلْبِ نارَ الغَيرَةِ. وَمِنْهَا: ذَهَابُ الحيَاءِ الذِي هُوَ مَادَّةُ حَيَاةِ القلبِ. وَمِنْهَا: أَنَّها تُضْعِفُ في القلبِ تَعْظِيمَ الرّبِّ وَتُضْعِفُ وَقَارهُ في قَلْبِ العَبْدِ. وَمِنْهَا: أَنّها تَسْتَدْعِي نِسْيَانَ اللهِ لِعَبْدِهِ وَتَركهِ. وَمِنْهَا: أَنَّهَا تُخْرِجُ العَبْدَ مِنْ دَائِرةِ الإِحْسَانِ وَتَمْنَعُهُ ثَوابَ المُحْسِنِين. وَمِنْهَا: أَنَّها تُضْعِفُ سَيْرَ القَلبِ إلى اللهِ والدّارِ الآخِرَةِ. وَمِنْهَا: أَنَّها تَصْرِفُ القلب عنْ صِحَّتِهِ واسْتِقَامَتِهِ. وَمِنْهَا: أَنَّها تُعْمِي بَصِيرَةَ القلبِ وَتَطْمِسُ نُورَهُ وَتَسدُّ طُرقَ العِلْم. وَمِنْهَا: أَنَّها تُصَغِّرُ النَفْسَ وَتَحْقِرُهَا وَتَقْمَعُهَا عن الخير. وَمِنْهَا: أنَّ العَاصِيَ في أَسْرِ شَيْطَانِهِ وَسِجْنِ شَهَواتِهِ. وَمِنْهَا: سُقُوطُ الجَاهِ والمَنْزلَةِ والكَرَامَةِ عِنْدَ اللهِ وَعِنْدَ خَلْقِهِ. وَمِنْهَا: أَنَّها

1 / 33