10 - موقف العزاء
أوقفني في العزاء وقال لي وقت نعمة الدوام في الجزاء بأيام الفناء في العمل . وقال لي لو كشفت لك عن وصف النعيم أذهبتك بالكشف عن الوصف وبالوصف عن النعيم ، وإنما ألبستك لطفي فتحمل به لطفي ، وأتوجك بعطفي فتجري به من عطفي . وقال لي اذكرني مرة أمح بها ذكرك كل مرة . وقال لي يا من صبر على أبسط الكون لعطائي لا يسع ، أبسط أمانيك لعطائي لا تبلغ . وقال لي إذا غبت فأجمع عليك المصائب ، وسيأتي كل كون لتعزيتك في غيبتي فأن سمعت أجبت وان أجبت لم ترني . وقال لي لا في غيبتي عزاء ، ولا في رؤيتي قضاء . وقال لي أنا اللطيف في جبارية العز ، وأنا العطوف في كبرياء القهر . وقال لي إن قلت لك أنا فانتظر أخباري فلست من أهلي . وقال لي أنا الحليم وان عظمت الذنوب ، وأنا القريب وان خفيت الهموم . وقال لي من رآني صمد لي ومن صمد لي لم يصلح على المواقيت . وقال لي قد تعلم علم المعرفة وحقيقتك العلم فلست من المعرفة ، وقد تعلم علم الوقفة وحقيقتك المعرفة فلست من الوقفة . وقال لي حقيقتك ما لا تفارقه لا كل علم أنت مفارقه .
পৃষ্ঠা ১৮