أوقفني في الوقفة وقال لي إن لم تظفر بي أليس يظفر بك سواي . وقال لي من وقف بي ألبسته الزينة ، فلم ير لشيء زينة . وقال لي تطهر للوقفة وإلا نفضتك . وقال لي إن بقي عليك جاذب من السوى لم تقف . وقال لي في الوقفة ترى السوى بمبلغ السوى فإذا رأيته خرجت عنه . وقال لي الوقفة ينبوع العلم فمن وقف كان علمه تلقاء نفسه ، ومن لم يقف كان علمه عند غيره . وقال لي الوقف ينطق يصمت على حكم واحد . وقال لي الوقفة نورية تعرف القيم وتطمس الخواطر . وقال لي الوقفة وراء الليل والنهار ووراء ما فيهما من الأقدار . وقال لي الوقفة نار السوى فأن أحرقته بها وإلا أحرقتك به . وقال لي دخل الواقف كل بيت فما وسعه ، وشرب من كل مشرب فما روي ، فأفضى إلي وأنا قراره وعندي موقفه . وقال لي إذا عرفت الوقفة لم تقبلك المعرفة ، ولم يتألف بك الحدثان . وقال لي من فوض إلي في علوم الوقفة فإلى ظهره أستند ، وعلى عصاه أعتمد . وقال لي إن دعوتني في الوقفة خرجت من الوقفة ، وان وقفت في الوقفة خرجت من الوقفة . وقال لي ليس في الوقفة ثبت ولا محو ولا قول ولا فعل ولا علم ولا وجهل . وقال لي الوقفةمن الصمدية فمن كان بها ظاهره باطنه وباطنه ظاهره . وقال لي لا ديمومية إلا لواقف ، ولا وقفة إلا لدائم . وقال لي للوقفة مطلع على كل علم وليس عليها مطلع لعلم . وقال لي من لم يقف بي أوقفه كل شيء دوني . وقال لي الواقف يرى الأواخر فلا تحكم عليه الأوائل . وقال لي الوقفة تعتق من رق الدنيا والآخرة . وقال لي الصلوة تفتخر بالواقف كما يفتخر بها السائر . وقال لي ما عرفني شيء ، فأن كاد أن يعرفني فالواقف . وقال لي كاد الواقف يفارق حكم البشرية . وقال لي سقط قدر كل شيء في الوقفة فما هو منها ولا هي منه . وقال لي في الوقفة عزاء مما وقفت عنه وأنس مما فارقته . وقال لي الوقفة باب الرؤية ، فمن كان بها رآني ومن رآني بها وقف ، ومن لم يرني لم يقف . وقال لي الواقف يأكل النعيم ولا يأكله ، ولا يشرب الابتلاء ولا يشربه . وقال لي مزجت حس الواقف بجبروت عصمتي ، فنبأ عن كل شيء ، فما يلائمه شيء . وقال لي لو كان قلب الواقف في السوى ما وقف ، ولو كان السوى فيه ما ثبت . وقال لي الواقف علم كله حكم كله ولن بجمعها معا إلا الواقف . وقال لي الواقف لا يصلح على العلماء ولا تصلح العلماء عليه . وقال لي الواقف يبعد بقرب العالمين ، ويحتجب بعلوم العالمين . وقال لي إن وقفت بي فالسوى حرمي فلا تخرج إليه فتنحل مني . وقال لي الواقف هو المؤتمن والمؤتمن هو المختزن . وقال لي قف بي ولا تلقني بالوقفة ، فلو أبديت لك ثنائي علي وعلمي الذي لا ينبغي إلا لي عادت الكونية إلى الأولية ، ورجعت الأولية إلى الديمومية ، فلا علمها فارقها ولا معلومها غاب عن عملها ، ورأيتني فرأيت الحق لا فيه وقوف فتعرفه ، ولا سير فتعبره . وقال لي الواقف يرى العلم كيف يضيع المعلوم ، فلا ينقسم بموجود ، ولا ينعطف بمشهود . وقال لي من لم يقف رأى المعلوم ولم ير العلم ، فاحتجب باليقظة كما يحتجب بالغفلة . وقال لي الواقف لا يروقه الحسن ، ولا يروعه الروع ، وأنا حسبه والوقفة حده . وقال لي إن تواريت عنه في المشهود شاهد شكي ضر فقدي لا ضر الشاهد . وقال لي حار كل شيء في الواقف ، وحار الواقف في الصمود . وقال لي الوقفة روح المعرفة والمعرفة روح العلم والعلم روح الحيوة . وقال لي كل واقف عارف ، وما كل عارف واقف . وقال لي الواقفون أهلي ، والعارفون أهل معرفتي . وقال لي أهلي الأمراء ، وأهل المعارف الوزراء . وقال لي للوقفة علم ما هو الوقفة ، وللمعرفة علم ما هو المعرفة . وقال لي يموت جسم الواقف ولا يموت قلبه . وقال لي دخل المدعي كل شيء فخرج عنه بالدعوى وأخبر عنه بالدخول إلا الوقفة ، فما دخلها ولا أخبر عنها ولا يخبر عنها . وقال لي إن كنت في الوقفة على عمد فأحذر مكري من ذلك العمد . وقال لي الوقفة تنفى ما سواها كما ينفي العلم الجهل . وقال لي أطلب كل شيء عند الواقف تجده ، وأطلب الواقف عند كل شيء لا تجده . وقال لي ترتب الصبر على كل شيء إلا على الوقفة ، فأنها ترتبت عليه . وقال لي إذا نزل البلاء تخطى الواقف ، ونزل على معرفة العارف وعلم العالم . وقال لي يخرج الواقف بالإئتلاف كما يخرج بالاختلاف . وقال لي الوقفة يدي الطامسة ما أتت على شيء إلا طمسته ، ولا أرادها شيء إلا أحرقته . وقال لي من علم علم شيء كان علمه إيذانا بالتعرض له . وقال لي الوقفة جواري وأنا غير الجوار . وقال لي لا يقدر العارف قدر الواقف . وقال لي الوقفة عمود المعرفة والمعرفة عمود العلم . وقال لي الوقفة لا تتعلق بسبب ولا يتعلق بها سبب . وقال لي لو صلح لي شيء صلحت الوقفة ، ولو أخبر عني شيء أخبرت الوقفة . وقال لي معرفة لا وقفة فيها مرجوعها إلى الجهل . وقال لي الوقفة ريحي التي من حملته بلغ إلي ، ومن لم تحمله بلغ إليه . وقال لي إنما أقول قف يا واقف أعرف يا عارف . وقال لي العلم لا يهدي إلى المعرفة والمعرفة لا تهدي إلى الوقفة والوقفة لا تهدي إلي . وقال لي العالم في الرق والعارف مكاتب والواقف حر . وقال لي الواقف فرد والعارف مزدوج . وقال لي العارف يعرف ويعرف الواقف يعرف ولا يعرف . وقال لي الواقف يرث العلم والعمل والمعرفة ولا يرثه إلا الله . وقال لي أحترق العلم في المعرفة وأحترقت المعرفة في الوقفة . وقال لي كل أحد له عدة إلا الواقف وكل ذي عدة مهزوم . وقال لي الوقفة تعين سرمدي لا ظن فيه . وقال لي العارف يشك في الواقف والواقف لا يشك في العارف . وقال لي ليس في الوقفة واقف وإلا فلا وقفة ، وليس في المعرفة عارف وإلا فلا معرفة . وقال لي ما بلغت المعرفة من لا يقف ، ولا نفع علم من لم يعرف . وقال لي العالم يرى علمه ولا يرى المعرفة ، والعارف يرى المعرفة ولا يراني ، والواقف يراني ولا يرى سواي . وقال لي الوقفة علمي الذي يجير ولا يجار عليه . وقال لي الوقفة ميثاقي على كل عارف عرفه أو جهله ، فأن عرفه خرج من المعرفة إلى الوقفة ، وان لم يعرفه امتزجت معرفته بحده . وقال لي الوقفة نوري الذي لا يجاوزه الظلم . وقال لي الوقفة صمود والصمود ديمومة والديمومة لا يقوم لها الحدثان . وقال لي لا يرى الحقيقة إلا الواقف . وقال لي الوقفة وراء البعد والقرب ، والمعرفة في القرب ، والقرب من وراء ، والعلم في البعد هو حده . وقال لي العارف يرى مبلغ علمه والواقف من وراء كل مبلغ . وقال لي الواقف ينفي المعارف كما ينفي الخواطر . وقال لي لو أنفصل عن الحد شيء أنفصل الواقف . وقال لي العلم لا يحمل المعرفة أو تبدو عليه ، والمعرفة لا تحمل الوقفة أو تبدو عليها . وقال لي العالم يخبر عن العلم ، والعارف يخبر عن المعرفة ، والوافق يخبر عني . وقال لي العالم يخبر عن الأمر والنهي وفيهما علمه ، والعارف يخبر عن حقي وفيه معرفته ، والواقف يخبر عني وفي وقفته . وقال لي أنا أقرب إلى كل شيء من نفسه والواقف أقرب إلي من كل شيء . وقال لي إن خرج العالم من رؤية بعدي أحترق ، وان خرج العارف من رؤية قربي أحترق ، وان خرج الواقف من رؤيتي أحترق . وقال لي الواقف يرى ما يرى العارف وما هو به ، والعارف يرى ما يرى العالم وما هو به . وقال لي العلم حجابي والمعرفة خطابي والوقفة حضرتي . وقال لي الواقف لا يقبله الغيار ولا تزحزحه المآرب . وقال لي حكومة الواقف صمته وحكومة العارف نطقه وحكومة العالم علمه . وقال لي الوقفة وراء ما يقال ، والمعرفة منتهى ما يقال . وقال لي في الوقفة تعرف كل فرق . وقال لي قلب الواقف على يدي وقلب العارف على يد المعرفة . وقال لي العارف ذو قلب والواقف ذو رب . وقال لي عبر الواقف صفة الكون فما يحكم عليه . وقال لي لا يقر الواقف على شيء ولا يقر العارف على فقد شيء . وقال لي لا يقر الواقف على الكون ولا يقر عنده كون . وقال لي كل شيء لي والذي لي مما لي الوقفة . وقال لي الوقفة نار الكون والمعرفة نور الكون . وقال لي الوقفة تراني وحدي والمعرفة تراني وتراها . وقال لي الوقفة وقفة الوقفة معرفة المعرفة علم المعرفة معرفة العلم لا معرفة ولا وقفة . وقال لي أخباري للعارفين ووجهي للواقفين .
9 - موقف الأدب
পৃষ্ঠা ১৬