319

(قصص وحكم وآداب)

خرج بعض ملوك العجم، فانفرد عن أصحابه وانتهى إلى بستان فيه امرأة ذات هيئة.

فقال لها: مثلك لا ينبغي أن يكون في مثل هذا الموضع.

قالت: كذا يكون الناس إذا لم يكن لهم ملك ينظر في أمورهم.

قال: وما ذاك؟

قالت: إن زوجي مات وترك عيالا علي، وترك ضيعة لنا نعيش بها، فعدى علينا وزير الملك فأخذها، فأتيت القاضي فلم ينصفني، وأتيت الحاجب ليدخلني على الملك فلم يفعل، فقال: خذي هذا الكتاب فانطلقي به إلى صاحب الشرطة فإنه سينصفك.

قالت: لا أرجو الإنصاف.

قال: ليس يضرك هذا الكتاب إن لم ينفعك.

فمضت به إلى صاحب الشرطة فقبله وقرأه، ثم دعا الجلادين وقال: إن الملك أمر أن أقوم فتجلدوني بالسياط حتى يبتل عقبي من دمي -فضربوه، ثم قال: إن الملك يأمرني أن أسود وجهي، وأركب الجمل ووجهي إلى ذنبه، ويقاد الجمل بي إلى باب الملك -ففعلوا ذلك- فلما انتهى إلى باب الملك قال: ما حملك على أن أتتك امرأة متظلمة فلم تنصفها؟ قال :خفت وزيرك، فأمر بضرب عنق الوزير ورد الضيعة على المرأة وقال: إن الملك لا يدوم إلا بالعدل، فإذاكان بالظلم فذلك عليه وليس بملك.

পৃষ্ঠা ৩৬১