220

كأن ركابها(2) غصن بمروحة ... إذا تمشت به أو راكب ثمل حتى إذا شارف مواقيت الحج الأكبر، وورد مشارع المشاعر الشريفة أشعث أغبر، والتزم في (يلملم) بغرر السعادة العظمى، فما أجل وأطهر، فحينئذ تطهر من أوضاره(1)، وحل إزاره ملابسه وأوزراه، وتجرد عن أثواب إجرامه، ودخل بسلام إلى الحرم الأمين في ثوبي إحرامه، قد أحرم بحجة الإسلام، وتسنم ذروة الفوز الأكبر بذلك الإحرام، يكرر التلبية خاضعا مستكينا، ويكرر(2) التكبير فينة ففينة وحينا فحينا، حتى إذا انجلى له جمال الكعبة البيت الحرام، وظهر له جلال متنزل ملائكة الله تعالى ومطاف أنبيائه - عليهم السلام - أدهشته(3) أسره(4) ذلك الجمال البديع، وأخرسه أنوار ذلك المشهد المريع، (فارفضت) عبراته لا يملك نظامها المحلول، واستعرت زفراته وأن أنين (الوالهة) الثكول، وناداه ما عاوده من معقوله بقول من يقول:

هذه دارهم وأنت محب ... ما بقاء الدموع في الأجفان

ثم أتى بتحية البيت في طواف القدوم، والتمس الأركان الشريفة، واعتنق ملتزمها ودمعه (مسجوم)، وصلى واجب ركعتيه خلف المقام المعلوم، وورد سقاية الذبيح صلوات الله عليه وعلى نبيئنا وعلى آله مطلعا على مائها متضلعا منه، فهو (لما يشرب(5) منه) كما قال نبينا - صلى الله عليه وآله وسلم - ما زهرت النجوم، وانقضت الرجوم، ثم نهض للسعي بين الصفا والمروة مبتهلا من الدعاء بما استحسن الهادي - عليه السلام - إلى الحي القيوم.

قد فاز من قبلها ومن مسح ... ومن على أركانها للدمع سح

/135/

ومن أصح نية ومن نصح ... في عمل ومن لحن فيه يصح(6)

وقبل الركن الشريف الأسحما ... وأسبل الدمع عليه مسجما ملتزما من خلفه ملتزما ... ينجي من الهلك إذا البحر طما

পৃষ্ঠা ২৪৪