وقال أبو حاتم (١): كَتَب سبعة مصاحف أُرْسِلَتْ إِلى مكة والشام واليمن والبحرين والبصرة والكوفة، وحَبَس بالمدينة واحدًا.
ونقل مُحشِّى (الجَزَرِيّة) (٢) عن السيوطي (٣) "أن الخَمْس المتفق عليها: مصحف مكة والمدينة والبصرة والكوفة والشام. واختُلف في ثلاثة: مصر واليمن والبحرين. وكذلك اختُلف في المصحف الإِمام، هل هو ما أبقاه بالمدينة أو آخر أمسكه تحت يده" اهـ (٤).
والظاهر أن اسم الإِمام شامل لكل واحدٍ من المصاحف المذكورة، لا اسم لواحدٍ بخصوصه.
ويقال: إِن الموجود بمصر الآن في قبة السلطان الغورى (٥) هو الذي عليه دمه
_________
(١) هو أبو حاتم السجستانى سهل بن محمَّد الجُشَمى النحوى اللغوى المقرئ البصري. كان في نهاية الثقة والإتقان والنهوض باللغة والقرآن، وله مصنفات كثيرة فيهما، ومنها كتاب في القراءات قال عنه القفطى: "كتابه في القراءات مما يفخر به أهل البصرة، فإنه أجل كتاب صنف في هذا النوع إِلى زمانه". توفي سنة ٢٥٥ هـ (راجع ترجمته في أخبار النحويين البصريين ص ٩٣، إِنباه الرواة جـ٢ ص ٥٨ - ٦٤).
(٢) الجزرية منظومة في أحكام تجويد القرآن، وهي منسوبة إِلى مؤلفها أبى الخير محمَّد بن محمَّد بن محمَّد بن الجزرى، شمس الدين أبو الخير، الدمشقي الشافعى، شيخ الإقراء في زمانه، المتوفى سنة ٨٣٣ هـ. له مؤلفات في التفسير والقراءات والحديث والفقه والعربية، ووصفه ابن حجر في الدرر الكامنة بالحفظ. وكان قد ولى قضاء الشام سنة ٧٩٣ هـ (راجع ترجمته في الدرر الكامنة جـ٣ ص ٣٩٥، طبقات المفسرين للداودى جـ٢ ص ٦٤ - ٦٥، إِنباء الغُمر لابن حجر جـ١ ص ٤٩).
(٣) سبق التعريف بالسيوطي (ص ٣١).
(٤) لم أجد هذا الاقتباس في حاشية الشيخ خالد على الجزرية ولا في حاشية شيخ الإِسلام زكريا الأنصارى. والنقل موجود -كما أشار المؤلف- في الإتقان للسيوطى جـ١ ص ٨٠ طبع مكتبة ومطبعة مصطفى البابى الحلبى -الطبعة الرابعة ١٣٩٨ هـ / ١٩٧٨ م).
(٥) السلطان الغُوري هو: قانْصُوه بن عبد الله الظاهري (نسبة إِلى الظاهر خشقدم) الأشرفى (نسبة إلى الأشرف قايتباي) الغُورى، أبو نصر سيف الدين، الملقب بالملك الأشرف سلطان مصر، جركسي الأصل، مستعرب مولده سنة ٨٥٠ هـ وقد خدم السلاطين وولي =
1 / 76