زيادة يسيرة من (المُزْهِر) (١).
وهو مأخوذ من حديث البخاري في كتاب فضائل القرآن (٢) قال شارحه القسطلانى (٣) نقلًا عن محيى السنة (٤): "في هذا الحديث البيان الواضح أن الصحابة ﵃ جمعوا بين الدَّفتَيْن القرآن المنزَّلَ من غير أن يكونوا زادوا أو نقصوا منه شيئًا باتفاقٍ منهم، من غير أن يُقدّموا شيئًا أو يُؤخّرِوه، بل كتبوه في المصاحف على الترتيب المكتوب في اللوح المحفوظ بتوقيف جبريل ﵇ على ذلك، وإعلامه عند نزول كُلِ آيةٍ بموضعها، وأين تكتب. وقال أبو عبد الرحمن السُّلَمِى (٥): كانت قراءةُ أبى بكر وعمر وعثمان وزيد ابن ثابت والمهاجرين والأنصار واحدةً، وهي التي قرأها ﷺ على جبريل مرتين في العام الذي قُبض فيه، وكان زيد قد شَهِد العَرْضَةَ الأخيرة وكان يُقرىء الناسَ بها حتى مات، ولذلك اعتمده الصِّدّيق في جَمْعه وولاه عثمانُ كَتَبةَ المصاحف. قال السَّفَاقُسِى (٦): فكان جَمْعُ أبى بكر خَوْفَ ذَهَابِ شىء من القرآن بذَهَاب حَمَلَتِه، حيث إِنه لم يكن مجموعًا في موضع واحد، وجَمْعُ عثمان لما كَثر الاختلافُ في وجوه قراءته حين قرءوا بلغاتهم، حتى أَدّى ذلك
_________
(١) انظر هامش رقم (٤) ص ٧٢.
(٢) صحيح البخاري، كتاب فضائل القرآن (رقم ٤٩٨٧).
(٣) تقدمت ترجمته ص ٥٥.
(٤) محيى السنة هو الإِمام المحدث الفقيه الحسين بن مسعود البغوي وانظر مقدمة شرح السنة.
(٥) هو عبد الله بن حبيب بن ربيعة (بالتصغير) أبو عبد الرحمن السلمي الكوفي القاريء تابعي ثقة، كثير الحديث، من أصحاب عبد الله بن مسعود، وكان أعمى. قال عنه أبو إِسحاق السبيعي (أحد تلامذته) أقرأ القرآن في المسجد أربعين سنة. توفي سنة ٧٢ هـ وقيل: سنة ٧٠ هـ وقيل: سنة ٨٥ هـ (التاريخ الكبير للبخاري جـ٥ ص ٧٢ [القسم الأول من الجزء الثالث] تهذيب التهذيب جـ٥ ص ١٨٣).
(٦) إبراهيم بن محمَّد بن إِبراهيم القيسي السفاقسي، أبو إِسحاق برهان الدين. فقيه مالكي تفقه في بجاية، وحج فأخذ عن علماء مصر والشام، وأفتى ودرس سنين له مصنفات منها "المجيد في إِعراب القرآن المجيد" و"شرح ابن الحاجب في أصول الفقه" توفي سنة ٧٤٢ هـ (له ترجمة في الدرر الكامنة لابن حجر جـ١ ص ٥٥، النجوم الزاهرة جـ١٠ ص ٩٨).
1 / 73