الكَلْبى (١) عن عَوَانة (٢) قال: أول من كتب بخطنا هذا -وهو الجزْم (٣) - مُرامِرُ ابن مُرَّة وأَسْلم بن سِدرة (٤) أي: وكذا عامر بن جَدَرة كما في (القاموس) (٥)، وهم من عرب طَىّ تعلموه من كاتب الوحى لسيدنا هود ﵇، ثم علَّموه أهلَ الأَنْبار (٦)، ومنهم انتشرت الكتابة في العراق الحيرة (٧) وغيرها،
_________
(١) محمَّد بن السائب بن بشر بن عمرو بن الحارث الكلبي، أبو النضر، نسَّابة راوية عالم بالتفسير والأخبار وأيام الناس. من أهل الكوفة، مولده ووفاته فيها. وهو من كلب بن وبرة من قضاعة مُفْرط في التشيع وقيل: كان سبئيًا (وهم صنف من الشيعة الرافضة أصحاب عبد الله بن سبأ)، متَّهم بالكذب. وصنف كتابًا في تفسير القرآن. توفي سنة ١٤٦ هـ (من مصادر ترجمته: الفهرست ص ١٣٩ [طبع دار المعرفة، بيروت] وفيات الأعيان جـ٤ ص ٣٠٩ - ٣١١، تهذيب التهذيب جـ٩ ص ١٧٨).
(٢) عوانة بن الحكم بن عياض، من بني كلب، أبو الحكم. مؤرخ من أهل الكوفة، ضرير كان عالمًا بالأنساب والشعر، واتُّهم بوضع الأخبار لبني أمية. توفي سنة ١٤٧ هـ وله من الكتاب: كتاب التاريخ، وكتاب سيرة معاوية وبني أمية (من مصادر ترجمته: الفهرست ص ١٣٤، معجم الأدباء جـ٦ ص ٩٣، لسان الميزان جـ٤ ص ٣٨٦).
(٣) قال في اللسان (جزم): الجزم هو القطع. قال ابن سيده: والجزْم هو الخط المؤلف من حروف المعجم. قال أبو حاتم: سُمِّي جَزْمًا لأنه جُزم عن المسْنَد (وهو خط حِمْيَرْ في أيام مُلكهم) أي: قُطِع. والجزم في الخط: تسوية الحروف.
(٤) مرامر بن مرة الطائي، أحد من يقال إِنهم وضعوا الخط العربي أو نقلوه من طريقة إِلى أخرى في الجاهلية. وتدل آثار الحميريين (في اليمن) على أن الكتابة كانت عندهم قبل انتشارها في شبه الجزيرة. ويقول الرواة: إِن اثنين من بني طىء هما (صاحب الترجمة وشخص آخر يسمي أسلم بن سدرة) حوّلا خط الحميريين (المسند) إِلى نوع يقال له الجزْم. وانتقل الجزم من طيء إِلى الأنبار، ثم إِلى غيرها، فكان أساسًا للقاعدة الكوفية ولقواعد الكتابة الأخرى (انظر الأعلام جـ٧ ص ٢٠٠).
(٥) القاموس المحيط -مرر (باب الراء -فصل الميم).
(٦) الأنبار: مدينة على نهر الفرات غربي بغداد، كانت الفرس تسميها فيروز سابور. أول من عَمَّرها سابور ذو الأكتاف. وسميت كذلك لأنه كان يجمع فيه أنابير الحنطة والشعير والقَت والتبن. وكانت الأكاسرة ترزق أصحابها منها. وقيل في تسميتها غير ذلك. وقد فتحت الأنبار في خلافة أبي بكر سنة ١٢ هـ، فتحها خالد بن الوليد صلحًا (انظر معجم البلدان جـ١ ص ٢٥٧، مراصد الإطلاع جـ١ ص١٢٠).
(٧) الحيرة: مدينة بالعراق كانت تقع على ثلاثة أميال من الكوفة وسموها بالحيرة البيضاء لحسنها وقيل: سميت بالحيرة لأن تُبّعًا لما قصد خراسان خلَّف ضَعَفة جنده بذلك الموضع وقال لهم: حيّروا به، أي: أقيموا. وقيل في تسميتها غير ذلك نزلها المسلمون بعد بناء الكوفة سنة ١٧ هـ (انظر معجم البلدان جـ٢ ص ٣٢٨).
1 / 51