91

الاقيسة من الجلي والواضح والخفي ليتوصل بها إلى الأحكام من الواجب والمحظور والمندوب والمكروه، فهذه أمور لا يصح اتصاف الانسان بعلم القضاء ما لم يحط بمعرفتها ومتى فقد علمه بها لا يصلح للقضاء ولا يصح اتصافه به.

فظهر لك أيدك الله تعالى أن رسول الله ((صلى الله عليه وآله وسلم))، حيث وصف عليا ((عليه السلام)) بهذه الصفة العالية بمنطوق لفظه المثبت له فضلا فقد وصفه بمفهومه بهذه العلوم المشروحة المتنوعة الاقسام فرعا وأصلا، وكفى بذلك دلالة لمن خص بهدية الهداية قولا وفعلا على ارتقاء علي ((عليه السلام)) في مناهج معارج العلوم إلى المقام الأعلى، وضربه في أعشار الفضائل المجزات بالتساهم بالقدح المعلى.

فائدة زائدة:

[تقرير] حصول هذه المناقب اللألاء وشمول هذه المطالب السنية السناء الحاصلة لعلي ((عليه السلام)) من مواد علم القضاء، كان مناط إفاضة أنوارها عليه أن رسول الله ((صلى الله عليه وآله وسلم)) قبل ذلك لما انتدبه وانتضاه وآثره وارتضاه، وفوض إليه قضاء اليمن وولاه أحجم إحجام واجف لقصوره في معرفة أحكامه وقضاياه، فلما أحس رسول الله ((صلى الله عليه وآله وسلم)) ذلك منه أخبره بأن الله (عز وعلا) سيرزق قلبه الهدى، ويسلك به من التثبيت جددا ومن حصل له من الله (عز وعلا) الهدى والتثبت فلن يضل أبدا.

وحجة ما نقله الإمام أبو داود سليمان بن الاشعث في مسنده يرفعه بسنده إلى علي بن أبي طالب ((عليه السلام))، قال: أرسلني رسول الله ((صلى الله عليه وآله وسلم)) إلى اليمن قاضيا فقلت: يا رسول الله ترسلني وأنا حديث السن لا علم لي بالقضاء فقال: «إن الله سيهدي قلبك ويثبت لسانك، فإذا جلس بين يديك الخصمان فلا تقضين حتى

পৃষ্ঠা ১০০