أحذيتنا تلونت بغبار الطين البني، وأطراف البناطيل أيضا، كفوفنا اصفرت جدا وتحولت إلى شموس صغيرة.
تعبنا كثيرا، وظلنا من التعب تناقص، إلا ظل جدي كلما زاد تعبه زاد طوله.
اقترب المساء، وقد قطعنا مسافات المارثون، وكانت نقطة النهاية صنبور المياه. فتحنا الصنبور، وانطلق الماء يجري داخل الخراطيم، ومع صوت الخرير كان الماء ينتظر أن يساعدنا.
كانت قطرات الماء تخرج من ثقوب الخراطيم على شكل نافورة، فتقدم جدي وصار يمسح وجهه بها.
ما كان منا إلا أن نلعب بالماء، وبالنواعير الصغيرة.
لم نلعب فقط، لكنا جعلنا الماء يلاحق كل قطرات العرق على أجسادنا، وكلما شخرت الخراطيم ضحكنا؛ لأن مزيون كان يقلد صوت الشخير.
كالونيا خمس نجوم
العطر الوحيد الموجود في بيتنا كالونيا خمس خمسات، هو تكوين لا يصل إلى العطر، وأكثر عبقا من رائحة الليمون، مفيد جدا بعد الحلاقة.
قبل أن نتعرف على الكالونيا المصرية، كانت جدتي تغلي أوراق شجر الليمون، وحين يفور الماء، تضع كمية من «السبيرتو» الأبيض، رائحته جميلة أيضا.
من رائحة الكالونيا نعرف أن جدي حلق شعر ذقنه، أو أن أبي حلق ذقنه، ورائحة بيت عمي تفوح حين استخدامها أيضا.
অজানা পৃষ্ঠা